”القصاص حياة! حكم مُنفَذ في الضالع بعد رفض العفو وتأكيد على تطبيق الشريعة”

في مشهد تزامن فيه صمت الحضور مع دقات القلب، وقف الجميع شاهدين على لحظة تاريخية في ساحة السجن المركزي بسناح بمحافظة الضالع، حيث نُفذ صباح الثلاثاء 26 أغسطس 2025 حكم الإعدام رمياً بالرصاص بحق المتهم عنيد مسعد أحمد الغراسي، بعد إدانته بجريمة قتل بشعة هزت أرجاء المحافظة.

77.235.62.132

لم تكن هذه اللحظة مجرد تنفيذ لحكم قضائي، بل كانت تجسيداً حياً لمبدأ 'القصاص' الذي وصفه القرآن الكريم بقوله: 'ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون' — آية تُردد اليوم كتذكير بالعدل، والردع، وحق الدم.

التفاصيل الكاملة: من الجريمة إلى تنفيذ الحكم

في خطوة تُعد من أبرز الأمثلة على حسم القضاء اليمني في قضايا القتل العمد، نفذت نيابة استئناف محافظة الضالع صباح اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025، حكم الإعدام بحق عنيد مسعد أحمد الغراسي، بعد ثبوت تورطه في قتل المجني عليه سياف مانع عيسى ربيد في جريمة وقعت في مديرية قعطبة.

وتم تنفيذ الحكم في ساحة السجن المركزي بسناح، بحضور شعبي واسع من أهالي المنطقة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وحضور رسمي وقضائي وعسكري رفيع المستوى، في إشارة واضحة إلى التزام الدولة بتحقيق العدالة وإنفاذ القانون.

المسار القضائي: من الإدانة إلى التأييد النهائي

يُعد هذا الحكم ثمرة مسار قضائي دقيق وطويل، بدأ بمحاكمة أمام محكمة قعطبة الابتدائية، التي أصدرت حكماً بإعدام المتهم رمياً بالرصاص حتى الموت، بعد ثبوت تهمة القتل العمد عليه. وقد تم تأييد الحكم من قبل محكمة الاستئناف في محافظة الضالع، ثم صدر القرار النهائي من المحكمة العليا للجمهورية، ما جعله حكماً نهائياً لا يقبل الطعن.

ووفق مصدر قانوني مطلع، فقد تم استكمال جميع الإجراءات الرسمية والشرعية قبل التنفيذ، بما في ذلك عرض خيار العفو أو الدية على أولياء دم المجني عليه، وفق الأحكام الشرعية والقانونية. لكن أهل الضحية أصرّوا على تطبيق القصاص العادل، مؤكدين أن 'دم ابنهم لا يُقدّر بثمن، والعدالة لا تُشترى'.

تلاوة الحكم وحضور رسمي مكثف

في مشهد رسمي وقانوني حافل، قام القاضي علي ناصر البدوي، وكيل نيابة قعطبة، بتلاوة منطوق الحكم أمام الحضور، مذكراً بتفاصيل الجريمة وظروف الإدانة، قبل أن يُسلّم الأمر إلى الجهة المنفذة.

وشهد الحدث حضوراً بارزاً لكبار المسؤولين القضائيين، من بينهم:

كما حضر القيادات الأمنية والعسكرية البارزة، وعلى رأسهم:

يُنظر إلى تنفيذ هذا الحكم كـ رسالة ردع قوية في مواجهة تزايد جرائم القتل والانتقام الثأري في بعض المناطق. وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن أكثر من 40 قضية قتل عمد تم تسجيلها في محافظات جنوب اليمن خلال العام الجاري، نتج عن بعضها أحكام بالإعدام، لكن القليل منها تم تنفيذه.