ثوران بركان إثيوبيا.. هايلي غوبي يعطل الطيران ويهدد أجواء غرب آسيا

أطلق بركان هايلي غوبي شرقي إثيوبيا سحبًا هائلة من الرماد والغازات البركانية بعد ثوران مفاجئ وقع قرب الحدود الإريترية مساء الأحد، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان إلى ارتفاع تجاوز 10 كيلومترات في ظل رياح قوية دفعت الغبار البركاني نحو اليمن وسلطنة عمان، وصولًا إلى الأجواء الغربية للهند. وتُعد هذه أول مرة ينشط فيها البركان منذ نحو 12 ألف عام، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا في مناطق الطيران المحيطة.

تأثير مباشر على حركة الطيران

تسبب انتشار الرماد الناتج عن بركان هايلي غوبي في تغيير مسارات عدد من الطائرات، إذ اضطر طيارو رحلة كانت متجهة من كانور إلى أبوظبي للهبوط بشكل طارئ في مطار أحمد آباد بالهند، بينما أوقفت طائرة هندية أخرى رحلتها في أبوظبي لإخضاع محركاتها للفحص قبل السماح لها بالعودة إلى وجهتها الأصلية. وتشير تقارير مراقبة الملاحة الجوية إلى احتمال استمرار التأثير على الرحلات ساعات إضافية إذا واصل البركان نشاطه.

سحب كثيفة تمتد لآلاف الكيلومترات

أظهرت صور الأقمار الصناعية وموقع تتبع الطيران العالمي “Flight Radar 24” تحرك كميات كبيرة من الأدخنة الناتجة عن بركان هايلي غوبي شرقًا، متجهة نحو باكستان والهند، ما قد يزيد من احتمالات هطول أمطار حمضية في بعض المناطق الزراعية الكبرى في آسيا. ويحذر خبراء المناخ من إمكانية تعرض مساحات واسعة من المحاصيل للخطر في حال استمرار اندفاع الغازات الكبريتية.

مخاوف من تهديد ممرات الملاحة

يقع بركان هايلي غوبي ضمن نطاق الصدع الأفريقي العظيم قرب جنوب البحر الأحمر، وهو ما أثار التخوفات من احتمالية تأثير استمرار الثوران على ممرات الملاحة الإقليمية، خاصة إذا استمرت الانبعاثات البركانية بمستوياتها الحالية. وحتى اللحظة، لم تعلن الدول المتأثرة عن خسائر مباشرة أو تغييرات جوهرية في الطرق البحرية.

رصد دولي وتحذيرات محلية

كثفت سلطات الطيران المدني في الهند مراقبتها لمسار السحب البركانية، مع ترجيحات بوصول الرماد إلى أجواء دلهي وجايبور خلال الساعات المقبلة، ما أدى إلى تغيير بعض الرحلات مسارها تجنبًا للمرور في هذه المناطق. وفي سلطنة عمان، أصدرت هيئة البيئة بيانًا حذرت فيه من التأثيرات المحتملة لغازات البركان، رغم أن محطات الرصد لم تسجل حتى الآن أي ارتفاع في نسب الملوثات.

ترقب عالمي للتطورات

ولا تزال الجهات المعنية في الدول القريبة تتابع تطورات بركان هايلي غوبي لتقدير حجم الأضرار الاقتصادية المحتملة وتأثيراته المتوقعة على الطيران والزراعة. وتشير التوقعات إلى أن الساعات المقبلة قد تشهد تحديثات جديدة بشأن حركة الرحلات الجوية أو تحذيرات إضافية من الهيئات البيئية حول جودة التصميم ومستوى الإتقان ونوع القطعة.

مع استمرار التداعيات الجوية لهذا الحدث النادر، تتواصل تحركات الدول الآسيوية والإفريقية لوضع خطط طوارئ تحسبًا لأي نشاط إضافي قد يصدر عن بركان هايلي غوبي خلال الأيام المقبلة.