الجبيل الصناعية- إبراهيم الغامدي

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس مع انخفاض حاد في مخزونات الخام الأمريكية، بينما قيّم المستثمرون التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة وروسيا تعملان على خطة سلام جديدة، مما قد تُضيف براميل إلى سوقٍ يشهد وفرةً في المعروض، مما حد من مكاسب الخام.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 20 سنتًا، أو 0.31%، لتصل إلى 63.72 دولارًا للبرميل عند الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 22 سنتًا، أو 0.37%، لتصل إلى 59.66 دولارًا.

كانت الأسعار قد انخفضت في الجلسة السابقة، على خلفية تكهنات بأن انتهاء الحرب سيؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على مبيعات النفط الخام الروسي، مما سيُطلق الإمدادات في السوق بالتزامن مع تخزين النفط على ناقلات النفط وزيادة كبار المنتجين للإنتاج.

وفي مذكرة صدرت يوم الخميس، حذّر محللو بنك آي ان جي، من أنه من غير المرجح أن تدعم أوكرانيا الخطة، إذ قد ترى أنها تميل إلى روسيا، لكن 'المؤشرات على أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى للتوصل إلى اتفاق تُخفف بعض المخاوف بشأن فرض المزيد من العقوبات على روسيا، وكذلك بشأن مدى قوة تطبيق القيود الحالية'.

ودعم انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية، الذي فاق التوقعات، والذي أُعلن عنه يوم الأربعاء، ارتفاع معدلات تشغيل مصافي التكرير وسط هوامش ربح جيدة في أكبر مستهلك للنفط في العالم، وزيادة الطلب على تصدير النفط الخام الأمريكي.

انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 3.4 مليون برميل لتصل إلى 424.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 نوفمبر، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو انخفاض أكبر بكثير من توقعات المحللين البالغة 0.6 مليون برميل.

مع ذلك، أشار المحللون أيضًا إلى أن مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة زادت لأول مرة منذ أكثر من شهر، في إشارة إلى تباطؤ الاستهلاك. ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 2.3 مليون برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 171 ألف برميل، مما يشير إلى تراجع الطلب على المنتجات المكررة على الرغم من تشديد أرصدة النفط الخام. أدت هذه المفاجأة إلى دعم الأسعار، لكن زيادة البنزين ونواتج التقطير قللت من التفاؤل بشأن الاستهلاك الأمريكي.

كما تحول تركيز السوق إلى التطورات الجيوسياسية، حيث تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل، أكبر منتجين ومصدرين للنفط في روسيا، اعتبارًا من 21 نوفمبر. وتهدف هذه الإجراءات إلى الحد من عائدات موسكو من الطاقة وتشديد القيود على التدفقات العالمية للنفط الخام الروسي.

على صعيد منفصل، أشارت تقارير هذا الأسبوع إلى أن مسؤولين أمريكيين وروسًا يعملون على مقترح جديد يهدف إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا. وذكرت تقارير يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة أبلغت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضرورة قبول أوكرانيا لمسودة خطة سلام أمريكية، والتي ستلزم كييف بالتنازل عن أراضٍ وبعض الأسلحة. قد تُغير هذه المبادرة التوقعات بشأن إمدادات النفط الروسية إذا أدت إلى انفراجة دبلوماسية.

في تطورات الأسواق، أعلنت أرامكو السعودية، إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالميًا في مجال الطاقة والكيميائيات، عن 17 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة إجمالية محتملة تتجاوز 30 مليار دولار أمريكي، مع شركات كبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال مجموعة شركاتها التابعة لها.

وتُعد هذه المذكرات والاتفاقيات امتدادًا لما أُعلن عنه في مايو الماضي بشأن 34 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة إجمالية محتملة تقارب 90 مليار دولار أمريكي، تدعم جميعها فتح فرص تعاون محتملة مع شركات في أمريكا تقدر قيمتها بنحو 120 مليار دولار أمريكي.

ومن المتوقع أن تدعم مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي أُعلن عنها أهداف النمو الإستراتيجية لأرامكو السعودية مع تعزيز القيمة للمساهمين. وتشمل تعاونًا وشراكات في عدد من المجالات، من ضمنها أعمال الغاز الطبيعي المُسال، والخدمات المالية، وتصنيع المُركبات المتقدمة، وشراء المواد والخدمات.

ويتزامن هذا الإعلان مع أعمال منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي 2025 في واشنطن العاصمة، ويُعد امتدادًا لتاريخ طويل من الشراكة بين أرامكو السعودية والشركات الأمريكية، يمتد لأكثر من تسعة عقود.

من جهة أخرى، تبحث الهند عن ناقلات تجلب نفطًا من الشرق الأوسط قبل العقوبات، ويشير ارتفاع حجوزات ناقلات النفط لتبحر بشحنات من الشرق الأوسط إلى الهند، إلى زيادة الواردات في الفترة المقبلة، إذ اضطرت نيودلهي إلى البحث عن بدائل بعد العقوبات على كبار منتجي الخام في روسيا.

استؤجرت نحو 12 سفينة منذ بداية الأسبوع لشحن النفط من دول تشمل السعودية والكويت والعراق والإمارات ونقله عبر بحر العرب، بحسب تقارير وسطاء الشحن، ما يمثل ارتفاعًا مقابل 4 حجوزات خلال الفترة نفسها من الشهر الماضي.

تشمل الحجوزات ناقلات النفط العملاقة، إلى جانب سفن أصغر من قياس “سويز ماكس” التي يناسب غاطسها ممر قناة السويس، وذلك لتحميل شحنات من أواخر نوفمبر إلى ديسمبر. ويواصل المستوردون الهنود السعي إلى الحصول على مزيد من الناقلات للإبحار عبر المسارات نفسها، حسب التقارير.