زاد الاردن الاخباري -

استضافت المملكة الأردنية الهاشمية أعمال الدورة الثامنة لمؤتمر وزراء الصحة في دول منظمة التعاون الإسلامي، التي انعقدت في العاصمة عمّان خلال الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر 2025، بمشاركة واسعة تمثلت في 56 وفداً من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وأكد معالي وزير الصحة الدكتور إبراهيم البدور خلال حديثه أهمية انعقاد هذا المؤتمر في الأردن، مشيراً إلى أن الاهتمام الملكي المستمر بقطاعي الصحة والتعليم يعكس حرص القيادة الهاشمية على تعزيز التنمية البشرية وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدّمة للمواطنين.

وأوضح الوزير أن اختيار الأردن لاستضافة المؤتمر وتسلم رئاسته من دولة الإمارات العربية المتحدة جاء تقديراً للمكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة على المستويين الإقليمي والدولي في المجال الصحي، ولما أبدته من نجاح في إدارة الملفات الصحية والتعاون الدولي.

من جهته، أكد أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة الدكتور رائد الشبول أن انعقاد المؤتمر في الأردن يعكس الثقة الدولية بالكفاءات والخبرات الوطنية في مجالات الصحة العامة ومكافحة الأوبئة، مشيراً إلى أن المملكة تمتلك تجربة رائدة في تعزيز جاهزية النظام الصحي والتعامل مع الأزمات والطوارئ الصحية.

وأوضح الشبول أن الوزارة تواصل جهودها في تطوير منظومة الرعاية الصحية الأولية وتوسيع نطاق الخدمات الوقائية والعلاجية، انسجاماً مع أهداف التنمية المستدامة والرؤية الوطنية لتحديث القطاع الصحي، مؤكداً أن التعاون بين الدول الأعضاء يمثل حجر الأساس لبناء أنظمة صحية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

وشهد المؤتمر مناقشة ستة محاور رئيسية ضمن البرنامج الاستراتيجي للعمل الصحي الإسلامي المشترك، شملت: تعزيز النظم الصحية وتحسين الوقاية من الأمراض السارية وغير السارية، صحة الأم والطفل والتغذية، الأدوية واللقاحات والتقنيات الطبية، إدارة مخاطر الطوارئ الصحية، تطوير نظم المعلومات الصحية والبحث العلمي، والتثقيف الصحي والدعوة إلى أنماط حياة صحية.

كما تناول المؤتمر في إعلان عمّان أبرز التحديات الصحية التي واجهها العالم خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها جائحة كوفيد-19، التي كشفت عن أهمية تعزيز الأمن الصحي العالمي والاستثمار في أنظمة الرعاية الأولية والقوى العاملة الصحية.

وأكد المشاركون على أن الصحة الجسدية والعقلية حق أساسي من حقوق الإنسان، يجب ضمانه للجميع دون تمييز، وشددوا على أهمية دمج الصحة النفسية ضمن الخطط الوطنية، وتعزيز برامج التحصين والتطعيم، ومواصلة الجهود لمكافحة شلل الأطفال والملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشري.

كما دعا إعلان عمّان إلى الحد من الوفيات المبكرة الناتجة عن الأمراض غير السارية بنسبة الثلث بحلول عام 2030، إلى جانب تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في القطاع الصحي بما يسهم في تطوير الخدمات وتحسين الكفاءة.

واختُتم المؤتمر بالتأكيد على أهمية العمل الإسلامي المشترك والتضامن بين الدول الأعضاء، لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مواجهة التحديات الصحية الراهنة، وتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة في مجال الصحة.

وفي سياق متصل، استقبل أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة الدكتور رائد الشبول في مقر الوزارة الأمين العام لوزارة الخارجية التشيكية والسفيرة التشيكية في الأردن والوفد المرافق لهما، حيث جرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك التي تهم القطاع الصحي في الأردن وسبل تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الخبرات في المجالات الطبية والصحية والتدريبية.

وأكد الجانبان حرصهما على توسيع مجالات التعاون المستقبلي بين البلدين الصديقين بما يسهم في تطوير الخدمات الصحية ودعم الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين جودة الرعاية المقدّمة للمواطنين.