تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أدنى مستوى لها منذ مطلع العام الجاري، قبيل الاجتماع المرتقب في واشنطن بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وسط ضغوط متزايدة على كييف للقبول باتفاق سلام مع روسيا يتضمن تنازلات إقليمية.

وذكرت وكالة 'بلومبرج' أن أسعار العقود الآجلة القياسية للغاز واصلت انخفاضها اليوم الاثنين بعد تراجعها الأسبوع الماضي تحسبًا لنتائج محادثات ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويُتوقع أن يسهم أي اتفاق ينهي الحرب في تخفيف الضغوط على الإمدادات العالمية من خلال فتح الباب أمام عودة جزء من صادرات الطاقة الروسية إلى الأسواق.

اقرأ أيضًا: زيلينسكي وقادة أوروبيون يجتمعون مع ترمب في واشنطن اليوم

ومن المقرر أن يستضيف ترمب زيلينسكي وعددًا من القادة الأوروبيين، بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، لبحث ملامح اتفاق سلام ناقشه مع بوتين في قمة ألاسكا الأخيرة.

ويركز الطرح الأمريكي على التنازلات الإقليمية التي تطالب بها موسكو، فيما أكد ترمب أنه سيحث زيلينسكي على إبرام اتفاق سريع مع استعداد واشنطن للمشاركة في تقديم ضمانات أمنية لكييف.

وفي حين كثّفت أوروبا خلال السنوات الثلاث الماضية اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال المستورد من الولايات المتحدة وقطر ودول أخرى لتعويض تراجع الإمدادات الروسية عبر الأنابيب، يراهن المتعاملون على أن أي تخفيف محتمل للعقوبات على موسكو قد يسمح بعودة جزئية لهذه الإمدادات، مما يخفف المنافسة على الغاز المسال في السوق العالمية.

وقالت الباحثة تاتيانا ميتروفا من مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا إن إعلان واشنطن عن ضمانات أمنية لأوكرانيا والتقارير حول مرونة الموقف الروسي يحملان أبعادًا دبلوماسية مهمة، لكنها شددت على أن الوضع ما زال غامضًا للغاية، وأنه لا توجد مؤشرات على أن قمة ألاسكا ستغير بشكل ملموس مشهد إمدادات الغاز الأوروبية.

وفي السياق ذاته، أعلنت النرويج عن توقف غير مخطط له في الإمدادات من محطة هامرفست لتصدير الغاز الطبيعي المسال نهاية الأسبوع، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الأسعار إذا طال أمده. وبحلول الساعة 8:26 صباحًا بتوقيت أمستردام، انخفضت العقود الآجلة الهولندية تسليم الشهر المقبل بنسبة 1.9% إلى 30.43 يورو لكل ميجاوات/ساعة.