ضمن المنتخب الإنجليزي تأهله إلى كأس العالم 2026، بفوزه مساء الثلاثاء على مضيفه منتخب لاتفيا 5-0، ضمن منافسات المجوعة الحادية عشرة من التصفيات الأوروبية، حيث بات فريق الأسود الثلاثة أول ممثل أوروبي في النهائيات.

وأحرز أهداف المنتخب الإنجليزي كل من أنتوني جوردون في الدقيقة (26)، وهاري كين (44 و45+3 ركلة جزاء)، ولاعب لاتفيا تونيسيفس بالخطأ في مرماه (57)، وإيبيريتشي إيزي (86)

وهذا هو الفوز السادس على التوالي للمنتخب الإنجليزي في التصفيات، ليرفع رصيده إلى 18 نقطة، بفارق 7 نقاط عن ألبانيا صاحبة المركز الثاني، قبل جولتين على انتهاء التصفيات، فيما بقي رصيد لاتفيا 5 نقاط في المركز الرابع.

بدأت المباراة بتشكيلة هجومية واضحة من إنجلترا ضمت جوردان بيكفورد في حراسة المرمى، وأمامه رباعي الدفاع جو سبنس، إزري كونسا، جون ستونز، ومايلز لويس-سكيللي، بينما قاد إليوت أندرسون وديكلان رايس منطقة الوسط خلف الثلاثي الهجومي بوكايو ساكا، مورجان روجرز، وأنتوني جوردون، وفي المقدمة القائد هاري كين.

في الدقيقة الثانية، أرسل أندرسون كرة طويلة متقنة خلف دفاعات لاتفيا نحو ساكا، الذي توغل داخل منطقة الجزاء ومرر عرضية مثالية لكين ليضعها في الشباك، لكن فرحة الإنجليز لم تكتمل بعدما رفع الحكم رايته معلنًا وجود تسلل على ساكا.

واصل المنتخب الإنجليزي ضغطه العالي على أصحاب الأرض، ولم يمنحهم فرصة لالتقاط الأنفاس، إذ جاءت أول تسديدة حقيقية في الدقيقة الخامسة عندما سدد أندرسون كرة قوية من خارج المنطقة اصطدمت بالدفاع وخرجت إلى ركنية.

وفي الدقيقة السابعة، ضاعت على كين فرصة لا تُصدق عندما تلقى عرضية أرضية من جوردون داخل الصندوق، لكن تسديدته مرت بجانب القائم الأيسر، وسط دهشة الجميع.

لم تهدأ الهجمات الإنجليزية، ففي الدقيقة 11 حاول أندرسون مرة أخرى بتسديدة 'على الطاير' بعد كرة مرتدة من الدفاع لكنها مرت بجوار القائم، قبل أن يظهر ساكا في الدقيقة 14 بمحاولة جديدة بعد تبادل تمريرات سريع مع روجرز، إلا أن تسديدته علت العارضة.

كان واضحا منذ البداية أن إنجلترا تريد إنهاء الأمور مبكرا، بينما اكتفى المنتخب اللاتفي بإغلاق مناطقه الدفاعية والاعتماد على المرتدات النادرة التي لم تشكل أي خطورة تذكر على مرمى بيكفورد.

وبعد سلسلة من الفرص الضائعة، جاء الفرج في الدقيقة 26 حين أرسل جون ستونز كرة طويلة ذكية فوق الدفاع نحو جوردون، الذي هيأ نفسه ببراعة داخل المنطقة، ثم راوغ المدافع بحركة سريعة وسدد كرة أرضية قوية بقدمه اليمنى استقرت في الزاوية البعيدة للحارس زفيدرِس.

وكان هذا الهدف الثاني لجوردون بقميص منتخب بلاده، وجاء ثمرة ضغط متواصل وهيمنة ميدانية مطلقة من الضيوف.

ولم تمر سوى ثلاث دقائق حتى حاولت لاتفيا مباغتة الإنجليز عبر إكاونييكس الذي استغل المساحات خلف لويس-سكيلي، ومرر كرة عرضية خطيرة حولها فاسلافانز بتسديدة قريبة، لكن المدافع كونسا تدخل في اللحظة الأخيرة وأنقذ الموقف.

بعدها عاد الإنجليز للهيمنة من جديد، ففي الدقيقة 35 حاول كين بتسديدة من خارج المنطقة اصطدمت بأحد المدافعين، ثم في الدقيقة 39 سدد كرة أخرى من 25 ياردة مرت بجانب القائم الأيمن.

وفي الوقت الذي بدا فيه أن الشوط الأول سينتهي بهدف وحيد، ظهر كين مجددا ليذكر الجميع بقدراته الخارقة. ففي الدقيقة الرابعة والأربعين، استغل تمريرة خاطئة من الدفاع اللاتفي، وخطف الكرة خارج المنطقة، ثم أطلق صاروخا بقدمه اليمنى استقر في الشباك، ليضاعف النتيجة إلى 2-0.

ولم يكتفِ الإنجليز بذلك، إذ شهدت الدقيقة 45+1 تدخلا من أحد مدافعي لاتفيا على كين داخل منطقة الجزاء، ليتدخل حكم الفيديو ويمنح إنجلترا ركلة جزاء صحيحة، تقدم كين لتنفيذها في الدقيقة 45+3 بطريقة هادئة وذكية، مسجلاً الهدف الثالث لإنجلترا والثاني له شخصيًا في اللقاء، لينتهي الشوط الأول بتقدم إنجليزي عريض بثلاثية نظيفة.

ومع انطلاق الشوط الثاني، لم يتغير المشهد كثيرًا، إذ ظل منتخب إنجلترا ممسكا بزمام الأمور، وواصل تهديده المتكرر لمرمى لاتفيا. في الدقيقة 50 أرسل رايس كرة عرضية متقنة من ركلة حرة وصلت إلى كين الذي حاول متابعتها، لكن الدفاع اللاتفي أبعدها في اللحظة الأخيرة.

وشهدت الدقيقة 54 لقطة دفاعية رائعة حين نجح كونسا في اللحاق بالمهاجم جوتكوفسكيس الذي كان في طريقه للانفراد بالحارس بيكفورد، ليقوم المدافع الإنجليزي بتدخل مثالي أبعد الخطر وأثار إعجاب الجميع.

وبعد ثلاث دقائق فقط، جاء الهدف الرابع لصالح إنجلترا في الدقيقة 57 بعد عرضية قوية من سبنس فشل الحارس زفيدرِس في التعامل معها لتصطدم بالمدافع تونيسيفس وتتهادى داخل المرمى بالخطأ، مانحة الضيوف هدفا إضافيا أكد تفوقهم التام.

أجرى توخيل ثلاث تبديلات في الدقيقة 60 بإشراك إيزي، هندرسون، وبوين مكان رايس، ساكا، وروجرز. التبديلات لم تغيّر شيئًا من السيطرة المطلقة، بل منحت الفريق طاقة جديدة في وسط الملعب.

في الدقيقة 64، أطلق إيزي تسديدة قوية من خارج المنطقة تصدى لها الحارس بصعوبة قبل أن يحاول غوردون المتابعة ويتعرض لاحتكاك داخل المنطقة، لكن الحكم تجاهل المطالبات بركلة جزاء.

الفرصة الأخطر للاتفيين جاءت في الدقيقة 68 عندما سدد تونيسيفس كرة منخفضة قوية من زاوية ضيقة كادت تخدع بيكفورد، لكنها مرت بجوار القائم بسنتيمترات قليلة، لتبقى النتيجة على حالها.

لم يتراجع المنتخب الإنجليزي عن سعيه لمضاعفة النتيجة، وجاءت فرصة ثمينة أخرى في الدقيقة 75 عندما نفذ الفريق ركلة ركنية قصيرة بطريقة ذكية وصلت إلى كين، الذي سدد بقوة نحو المرمى، لكن الحارس زفيدرِس تصدى لها ببراعة ليمنعه من تحقيق 'الهاتريك'.

وفي الدقيقة 86، أضاف المنتخب الإنجليزي الهدف الخامس بطريقة جماعية جميلة بدأت من ضغط قوي في وسط الميدان، حيث استعاد بوين الكرة ومررها سريعًا إلى إيزي الذي توغل داخل منطقة الجزاء مراوغا مدافعي لاتفيا بانسيابية رائعة، قبل أن يطلق تسديدة قوية بقدمه اليمنى استقرت في الزاوية البعيدة للحارس.