اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الرياض - الثقافي
أصدر الباحث في التراث الشعبي بداح بن فهد السبيعي كتابه الجديد «معجم الكائنات الخرافية في تراث المملكة العربية السعودية» في 176 صفحة من القطع المتوسط، ليقدّم أول عمل توثيقي موسع يجمع الكائنات الخرافية التي شكّلت جزءًا من الذاكرة الشعبية السعودية، ومن الحكايات التي تناقلتها الأجيال عبر البيئات القروية والبدوية والحضرية.
ويفتتح السبيعي كتابه بإهداء لافت، يوجهه إلى الزميل علي الموسى -المشرف على صفحة «الخزامى» في صحيفة الرياض- تقديرًا لنشره أولى مقالات المؤلف في موضوع التراث الشعبي، وتحفيزًا له للاستمرار في هذا المسار المعرفي الذي كرّس سنوات من جهده لجمعه وتدوينه.
ويبرز الكتاب حضور المؤلف في المشهد الثقافي بوصفه باحثًا أصدر عددًا من المؤلفات المعنية بالتراث الشعبي والنقد الأدبي، قبل أن يقدّم هذا المعجم الذي يُعدّ الأوسع في مجال الكائنات الخرافية السعودية. وقد اعتمد السبيعي في مادته العلمية على الروايات الشفهية، والمدونات التراثية، ومعاجم الألفاظ العامية، والمقالات الصحفية، والتحقيقات، إضافةً إلى ما توفر في المواقع الإلكترونية من إشارات ومعلومات متفرقة، ليجمعها في صيغة معجمية تجمع بين الوصف والدراسة والتوثيق.
ويضم الكتاب مقدمة موسعة تتناول حضور هذه الكائنات في مخيال المجتمع السعودي، وكيف شكّلت جزءًا من روايات الطفولة والقصص الليلية، إضافة إلى عرض لأبرز الكائنات المتداولة، وشرح أسمائها، وأوصافها، ومواطن انتشارها، والتشابهات بينها وبين كائنات مشابهة في تراث الشعوب الخليجية والعربية.
ويشير السبيعي في مقدمته إلى أن فكرة تدوين هذه الكائنات جاءت رغبةً في حفظ ما تبقى من الموروث الشفهي، خاصة في ظل محدودية المصادر المكتوبة التي تتناول هذا الجانب من التراث السعودي. وقد استعان المؤلف بعدد من المراجع العربية والإقليمية التي تتناول الأساطير والمخلوقات العجائبية، لتكوين تصور مقارن يمنح القارئ قراءة أوسع للسياق الثقافي الذي نشأت فيه تلك الكائنات.
ويشكّل هذا الكتاب إضافة مهمة للمكتبة السعودية، باعتباره أول محاولة منهجية لرصد الكائنات الخرافية في التراث المحلي بصيغة معجمية حديثة، تجمع بين التحليل والتوثيق، وتفتح المجال أمام الباحثين والمهتمين لدراسة البنية الرمزية للحكايات الشعبية.
ويصدر هذا العمل عن دار أهوى للنشر، ضمن سلسلة من الإصدارات التراثية التي تعمل الدار على تقديمها دعمًا للهوية الثقافية السعودية.










































