الجبيل الصناعية- إبراهيم الغامدي

استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها القياسية يوم الخميس، مع تزايد دفعت توقعات تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة الأمريكية هذا العام، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين السياسي الناجمة عن إغلاق الحكومة الأمريكية المثير للجدل، الطلب على المعدن الأصفر.

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,865.73 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش، منخفضًا عن أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله يوم الأربعاء عند 3,895.09 دولارًا. وانخفضت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتصل إلى 3,890.80 دولارًا.

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي قليلًا ليحوم بالقرب من أدنى مستوى له في أسبوع والذي سجله يوم الأربعاء. وأظهرت بيانات يوم الأربعاء أن الوظائف في القطاع الخاص الأمريكي انخفضت بمقدار 32,000 وظيفة في سبتمبر، بعد انخفاض مُعدّل بالخفض بمقدار 3,000 وظيفة في أغسطس.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك: 'بشكل عام، لا يزال ضعف الدولار، والبيانات الاقتصادية الضعيفة كما هو موضح في تقرير التوظيف الصادر أمس، والإغلاق الحكومي، يجذبان طلبًا من المستثمرين الذين يتطلعون إلى الانضمام إلى موجة الزخم'.

أغلقت الحكومة الأمريكية معظم عملياتها، مما قد يعرض آلاف الوظائف الفيدرالية للخطر، وربما يؤخر إصدار المؤشرات الاقتصادية، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية الرئيسي المقرر صدوره يوم الجمعة.

ويتوقع المتداولون خفضًا شبه مؤكد لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر. يزدهر الذهب، الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

ولا يزال الذهب يُمثل أعلى توصية من بنك جولدمان ساكس لشراء السلع طويلة الأجل، وفقًا لما ذكره البنك في مذكرة يوم الأربعاء. وأضاف جولدمان ساكس: 'ازدادت حدة المخاطر الصعودية لتوقعاتنا لسعر الذهب عند 4000 دولار للأونصة في منتصف عام 2026 و4300 دولار للأونصة في ديسمبر 2026، وذلك بسبب المضاربة على المراكز والتوقعات الصعودية الكبيرة لحيازات صناديق الاستثمار المتداولة الغربية'.

وأعلن صندوق اس بي دي ار قولد ترست، أكبر صندوق استثمار متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته ارتفعت بنسبة 0.59% عن يوم الثلاثاء لتصل إلى 1018.89 طنًا متريًا يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى لها منذ يوليو 2022.

تفوق الذهب على قيمته العادلة بنحو 10% خلال الشهر الماضي، مرتفعًا بنحو 11% خلال هذه الفترة. لم يتجاوز هذا المستوى من الأداء المتفوق سوى 1% من المرات خلال ما يقرب من 30 عامًا، منذ فبراير 1997، وفقًا لبيانات السوق.

يتصدر صندوق قولد ترست حاليًا مؤشر 'المشاعر الصعودية'، حيث جمع ما يقارب 4 مليارات دولار من الأصول المُدارة خلال الأسبوعين الماضيين. ويمثل هذا حوالي 3% من إجمالي أصوله المُدارة. لم يتجاوز هذا التدفق الكبير سوى مرة واحدة خلال العشرين عامًا الماضية، وكان ذلك في فبراير 2009.

يشير محللو السوق إلى أنه نظرًا للتقلبات الحادة والانحراف عن القيمة العادلة، فإن المستثمرين الذين يتطلعون إلى رؤية إيجابية ولكنهم يتوقعون ارتفاعًا تدريجيًا قد يفكرون في استراتيجيات الخيارات مثل فروق أسعار الشراء أو طوق فروق أسعار الشراء بدلاً من خيارات الشراء المباشرة.

وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، أسعار الذهب تحافظ على مستوياتها القياسية في ظل إغلاق الحكومة الأمريكية ورهانات خفض أسعار الفائدة. وقالوا، استقرت أسعار الذهب قرب مستوياتها القياسية في التعاملات الآسيوية يوم الخميس، حيث ظل الطلب على الملاذ الآمن مدعومًا بإغلاق الحكومة الأمريكية المستمر وتزايد القناعة بخفض أسعار الفائدة.

بلغ المعدن الأصفر سلسلة من القمم هذا الأسبوع مع إغلاق الحكومة الأمريكية بعد فشل الكونغرس في إقرار مشروع قانون الإنفاق. سيؤدي الإغلاق إلى تأخير إصدار بيانات سوق العمل الرئيسية هذا الأسبوع، مما يترك الأسواق في حيرة بشأن مسار أسعار الفائدة.

ومن المتوقع أن يستمر إغلاق الحكومة الأمريكية لثلاثة أيام على الأقل، مما يعطل العديد من العمليات الفيدرالية في جميع أنحاء البلاد. كما يبدو أن أعضاء مجلس الشيوخ لم يُحرزوا تقدمًا يُذكر نحو التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مشروع قانون الإنفاق.

وقد يُلحق الإغلاق المُطول ضررًا بالاقتصاد الأمريكي مع اضطرابات في الخدمات الأساسية. كما أن تهديدات الرئيس دونالد ترامب بتسريح المزيد من الموظفين الفيدراليين من شأنها أن تُلحق ضررًا أكبر بقطاع العمل.

ومن المتوقع الآن تأجيل بيانات الوظائف غير الزراعية، التي كانت تُراقب عن كثب، والتي كان من المقرر إصدارها يوم الجمعة، إلى الأسبوع المقبل على الأقل.

لكن بيانات الوظائف الخاصة الصادرة يوم الأربعاء أظهرت مزيدًا من التباطؤ في سوق العمل، مما أبقى الأسواق متفائلة إلى حد كبير بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. وقد أثر هذا الرأي على الدولار وأفاد أسواق المعادن.

واستفادت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا من ارتفاع الذهب، حيث ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 47.41 دولارًا للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 1.2% ليصل إلى 1575.06 دولارًا، وارتفع البلاديوم بنسبة 1.7% ليصل إلى 1265.75 دولارًا.

من بين المعادن الصناعية، ارتفعت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.4% لتصل إلى 10,422.05 دولارًا للطن، بينما ارتفعت العقود الآجلة للنحاس في بورصة كومكس بنسبة 0.4% لتصل إلى 4.9145 دولارًا للرطل.

وتتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة في أكتوبر بنسبة 97%. أظهرت البيانات أن الأسواق تتوقع خفضًا بنسبة 97% لسعر الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس في أواخر أكتوبر، وفرصة بنسبة 3% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.

وأظهرت مجموعة من القراءات الأخيرة تباطؤًا مطردًا في الاقتصاد الأمريكي، مع ضعف ملحوظ في سوق العمل الذي كان قويًا في السابق. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر بسبب مخاوف من تباطؤ نمو الوظائف.

لكن عددًا من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حذروا من أن ثبات التضخم قد يثني البنك المركزي عن مواصلة خفض أسعار الفائدة. وارتفعت بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي - وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي - كما هو متوقع في أغسطس، مع بقاء التضخم الأساسي أعلى من هدف البنك المركزي السنوي البالغ 2%، وفقًا لبيانات الأسبوع الماضي.