اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
تسعى الهند إلى تعزيز شراكتها الاقتصادية مع المملكة العربية السعودية، مع التركيز بشكل خاص على قطاعي الصناعات الدوائية والسيراميك، في خطوة تعكس طموحات نيودلهي للاستفادة من فرص واعدة في السوق السعودية المتسارعة النمو.
جاء ذلك عقب محادثات افتراضية أجراها وزير التجارة والصناعة الهندي، بيوش جويال، مع وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل بن فاضل الإبراهيم، ووزير الاستثمار خالد الفالح، ناقش خلالها الطرفان سبل توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري، والتركيز على مجالات الطاقة، والصناعات المعرفية، والصحة.
وأكد جويال عبر منصة 'إكس' على ثقته في الإمكانيات المستقبلية للتعاون بين البلدين، مشيرًا إلى أن 'النمو المثير قادم للطرفين'، كما وصف علاقات الهند مع المملكة بأنها تمضي نحو شراكة طويلة الأمد قائمة على الابتكار والتكامل.
وتُعد المملكة خامس أكبر شريك تجاري للهند، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 43 مليار دولار في العام المالي 2023-2024. فيما شكّلت تجارة الطاقة وحدها ما قيمته 25.7 مليار دولار، مع كون السعودية ثالث أكبر مصدر للهند في واردات الغاز المسال والنفط الخام.
على صعيد الاستثمارات، أظهرت البيانات ارتفاعًا لافتًا في الاستثمارات الهندية داخل المملكة بنسبة 39% خلال عام واحد، لتبلغ 4 مليارات دولار في 2023، مقارنة بنحو 2.39 مليار في 2022، مما يعكس ثقة نيودلهي المتزايدة في البيئة الاستثمارية السعودية.
ويأتي قطاع الصناعات الدوائية على رأس الأولويات الهندية، إذ تُعد الهند ثالث أكبر منتج للأدوية عالميًا، وتُسهم بأكثر من 20% من الإمدادات العالمية من الأدوية الجنيسة. لكن صادراتها إلى السعودية لا تتجاوز حاليًا 200 مليون دولار سنويًا، وهو ما وصفه السفير الهندي لدى الرياض، سهيل أجاز خان، بأنه 'حجم متواضع يكشف عن إمكانات هائلة غير مستغلة'.
وقال خان إن قطاع الأدوية الهندي يمكن أن يشكّل شريكًا استراتيجيًا للمملكة في تحقيق أهداف رؤية 2030، خاصة في ما يتعلق بتوطين الصناعات وتعزيز الأمن الصحي.
في المقابل، تملك الهند مكانة بارزة أيضًا في صناعة السيراميك، إذ تُعد ثاني أكبر منتج عالميًا، وأكبر مصدر للبلاط الخزفي، بفضل قدرتها على تحقيق الجودة العالية والتكلفة التنافسية والإنتاج على نطاق واسع.
وأشار السفير الهندي إلى أن التطور العمراني والصناعي الكبير الذي تشهده المملكة في ظل رؤية 2030، يفتح فرصًا واعدة لتعاون أعمق بين الجانبين في هذا القطاع أيضًا.
ويُنتظر أن تواصل الهند والسعودية تكثيف محادثاتهما لدفع عجلة التعاون الاستراتيجي، في وقت يعكس فيه الحراك الاقتصادي المتنامي بين البلدين حرصًا مشتركًا على تنمية المصالح المتبادلة وتحقيق قفزات تنموية نوعية.