اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الأردن.. الوعاء الذي لا يُعاد تشكيله #عاجل
كتب زياد فرحان المجالي -
أدلى وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي، إيلي كوهن، بتصريح قال فيه بوضوح: 'لن تقوم دولة فلسطينية، لا نية لخلق دولة حماس جديدة… هناك دولة يوجد فيها أغلبية فلسطينية، وهذه الدولة هي الأردن. لن نعرض دولة إسرائيل للخطر، ولن نمنح جائزة للإرهاب.' هذا هو النصّ الحرفي.
ولا يتضمن أي إشارة إلى أن 'على الفلسطينيين أن يكتفوا بالأردن”، ولا يقول إن 'الأغلبية الفلسطينية جاهزة لتكون دولة الفلسطينيين”.
التصريح يعكس إنكارًا صريحًا لفكرة الدولة الفلسطينية، ومحاولة لتقديم وجود الفلسطينيين في الأردن كذريعة لرفض هذا الحق—وليس كبديل سياسي.
أولًا: دلالات التصريح
تحمل الجملة ثلاث رسائل أساسية:
1. رفض الدولة الفلسطينية نهائيًا
كوهن لا يناقش شكل الدولة أو حدودها، بل ينكر وجودها أصلًا.
2. استخدام التوزيع الديمغرافي كأداة خطابية
الحديث عن 'أغلبية فلسطينية في الأردن” ليس طرحًا لحلّ، بل تبريرًا لغياب الحل.
3. ربط الحق الفلسطيني بخطر أمني
وهو خطاب شائع داخل اليمين الإسرائيلي لتسويغ استمرار السيطرة على الأرض.
لا يوجد في التصريح أي دعوة لتغيير هوية الأردن، ولا أي تحميل للأردن مسؤولية الملف الفلسطيني. هو خطاب داخلي إسرائيلي، وُضع في سياق أزمات سياسية وأمنية إسرائيلية متراكمة.
ثانيًا: لماذا الأردن؟
الأردن حاضر في الخطاب الإسرائيلي لثلاثة أسباب موضوعية:
1. الجغرافيا المشتركة مع الضفة الغربية
ما يجعل أي نقاش حول 'اليوم التالي” متصلًا بدور الأردن، حتى لو رفضه الأردن.
2. الدور الهاشمي في القدس
وهو دور ثابت قانونيًا وسياسيًا، يجعل الأردن لاعبًا أساسيًا لا يمكن تجاوزه.
3. التركيب الديمغرافي الأردني–الفلسطيني
والذي يُستخدم في إسرائيل كأداة خطابية، وليس كمشروع سياسي واقعي.
إسرائيل، في لحظات ضعفها، تبحث عن مداخل بديلة للهرب من النقاش الحقيقي: الاحتلال.
ثالثًا: ما الذي يعنيه التصريح للأردن؟
التصريح لا يهدد الأردن، ولا يطرح مشروعًا لإعادة تشكيله، ولا يحمل أي صيغة عملية قابلة للتنفيذ.
لكنه يُذكّر الأردن بأن الخطاب الإسرائيلي ما يزال يرى في 'الواقع الديمغرافي” أداة سياسية.
الموقف الأردني تجاه هذه الطروحات واضح وثابت:
الأردن ليس وطنًا بديلًا
وهو ليس ساحة لتحميله أعباء الاحتلال
ودوره في القضية الفلسطينية جزء من هويته السياسية
الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي يمسّ الأردن مباشرة، بحكم الجغرافيا والتاريخ والهوية، لكنه ليس مسؤولية الأردن وحده.
وهذه النقطة هي الأساس في فهم الموقف الأردني:
الأردن جزء من الحلّ… لا جزء من المشكلة، ولا بديلًا عنها.
رابعًا: لماذا لا قيمة سياسية للتصريح؟
لأنّ:
1. إسرائيل لا تملك قدرة فرض حلّ على الأردن
لا سياسيًا ولا ديمغرافيًا ولا أمنيًا.
2. المجتمع الدولي لن يقبل إلغاء حق تقرير المصير للفلسطينيين
ولا استبداله بخطاب ديمغرافي.
3. الأردن يمتلك شرعية سياسية وهيكلية تمنع أي مساس بهويته
ودورًا عربيًا ودوليًا مستقرًا.
4. التصريح موجّه للداخل الإسرائيلي
لتبرير رفض الدولة الفلسطينية، وليس لصياغة سياسة إقليمية.
خامسًا: الأردن… الوعاء الذي لا يُعاد تشكيله
الدول التي تملك شرعية ثابتة وهوية مستقرة ودورًا تاريخيًا واضحًا لا يمكن إعادة تشكيلها بضغط خارجي ولا بخطاب إعلامي.
والأردن واحد من هذه الدول.
هويته السياسية ليست قيد المراجعة.
وحدوده ليست مادة للنقاش.
ودوره ليس فرعًا ناتجًا عن أزمة طرف آخر.
الأردن قائم بذاته، وبتوازنه، وبتاريخه، وبوعيه الشعبي والسياسي.
تصريح إيلي كوهن ليس خطة، وليس مشروعًا، وليس تهديدًا.
هو استخدام سياسي لواقع ديمغرافي للهروب من استحقاق سياسي: الدولة الفلسطينية.
أما الأردن:
فلا يُعاد تشكيله
ولا يُطرح كبديل
ولا يدخل في معادلات الآخرين
ولا يُمسّ دوره في القدس وفلسطين
ولا يتحمّل نتائج الاحتلال عن أح
الأردن دولة مستقلة، ذات شرعية واضحة، ورؤية ثابتة، وموقف لا يتغير إلا بإرادتها الوطني












































