اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥
تشير مؤشرات نهاية عام 2025 إلى تحوّل واضح في سلوك المسافرين السعوديين، مع دخول عام 2026، حيث تتراجع أنماط السفر السريع وسياحة التسوق، مقابل صعود توجهات جديدة تقوم على الهدوء، وجودة التجربة، والاستدامة البيئية. ويعكس هذا التحول نضجًا متزايدًا في الوعي السياحي، وتغيّرًا في مفهوم الرحلة لدى السعوديين من “كمّ الوجهات” إلى “عمق التجربة”.
السياحة البطيئة… نمط جديد للسفر داخل المملكة
وفي هذا السياق، أوضح أحمد السقاف، الخبير في برامج السفر، أن عام 2026 سيشهد تنامي الإقبال على السياحة البطيئة داخل السعودية، حيث يفضّل المسافر الإقامة لفترات أطول في وجهة واحدة، بدل التنقّل السريع بين عدة مدن.
وأضاف أن هذا التوجه يمنح الزائر فرصة أعمق لاكتشاف الطبيعة المحلية، وأنماط الحياة، والتقاليد الاجتماعية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من السعوديين باتوا يبحثون عن رحلات تمنحهم الراحة الذهنية والارتباط بالمكان، بعيدًا عن ضغوط الجداول المزدحمة.
التجارب المحلية الأصيلة… عودة إلى الجذور
وبيّن السقاف أن التجارب المحلية المميّزة أصبحت في صدارة اهتمامات المسافرين السعوديين، لا سيما فئة الشباب، الذين ينجذبون إلى القرى التراثية، والأنشطة الثقافية، والحِرف التقليدية، والتجارب التي تعكس الهوية الحقيقية للمكان.
وتبرز قرية رجال ألمع التراثية كنموذج وطني ناجح لهذا التوجه، حيث تقدّم تجربة سياحية متكاملة تجمع بين العمارة التراثية، والطبيعة الجبلية، والموروث الثقافي، إلى جانب دورها في تمكين المجتمع المحلي. وقد حازت القرية اعتراف منظمة السياحة العالمية بوصفها إحدى أفضل القرى السياحية في العالم، في تأكيد على مكانة السعودية في خريطة السياحة المستدامة.
وأكد السقاف أن البيئة النظيفة والسياحة المسؤولة ستتصدر قرارات السفر لدى السعوديين خلال عام 2026، مع تزايد الاهتمام بالمشاريع السياحية الصديقة للبيئة، والأنشطة منخفضة الأثر، والتجارب التي تحترم الطبيعة والهوية المحلية.
ويعكس هذا التوجه انسجام المسافر السعودي مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع الاستدامة وجودة الحياة في صميم التنمية السياحية، لتتحول الرحلة من تجربة استهلاكية عابرة إلى قيمة ثقافية وإنسانية مضافة، تعود بالنفع على الزائر والمكان في آنٍ واحد.










































