اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة 'آرهوس' في الدنمارك أن الموسيقيين يتميزون بقدرة أكبر على تحمّل الألم مقارنة بغيرهم، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين التدريب الموسيقي وآليات إدراك الألم في الدماغ.
وأوضحت الدراسة أن الألم المزمن يؤدي عادةً إلى تقلّص ما يُعرف بـ'خريطة الجسم' في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن تتبع الإحساس في أعضاء الجسم، إلا أن هذا التأثير لا يظهر بنفس الدرجة لدى الجميع. ويبدو أن التدريب الموسيقي يوفّر نوعًا من 'الحماية الطبيعية' ضد هذه التغيرات العصبية.
وللتحقق من الفرضية، حفّز الباحثون الألم لدى 19 موسيقيًا و20 شخصًا آخرين غير موسيقيين باستخدام بروتين آمن يُعرف بـ'عامل نمو الأعصاب'، والذي يسبب آلامًا عضلية تستمر لعدة أيام. وبعدها استخدم العلماء تقنية 'التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة' لرسم وقياس 'خريطة اليد' في أدمغة المشاركين قبل وبعد التعرض للألم.
وأظهرت النتائج أن الموسيقيين يمتلكون خريطة دماغية أكثر دقة لليد قبل التجربة، وأن دقة هذه الخريطة ترتبط بعدد ساعات التدريب الموسيقي. وخلال فترة الألم، أبلغ الموسيقيون عن شعور بانزعاج أقل مقارنة بغيرهم، فيما تقلّصت خريطة اليد في أدمغة غير الموسيقيين بعد يومين فقط، بينما ظلت مستقرة لدى الموسيقيين، خصوصًا الأكثر تدريبًا منهم.
وقالت آنا زامورانو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إن النتائج تشير إلى أن التدريب الموسيقي قد يشكّل حماية ضد التأثيرات السلبية للألم على الدماغ، لكنها شددت على أن الموسيقى لا يمكن اعتبارها علاجًا منفردًا للألم المزمن.
ويأمل الباحثون أن تسهم هذه النتائج في تطوير طرق علاجية جديدة لإعادة تدريب الدماغ لدى المصابين بآلام مزمنة، ودراسة ما إذا كان التدريب الموسيقي يمكن أن يحد أيضًا من تأثير الألم على الانتباه والإدراك.