كشفت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الخميس عن استشهاد 17 مواطنا فلسطينيا، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، جراء تصعيد جديد في القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق متفرقة من قطاع غزة. وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، أن مجزرة جديدة وقعت في بلدة دير البلح وسط القطاع، حيث استهدفت قوات الاحتلال موقعًا يأوي نازحين بالقرب من حاووز المياه في منطقة البركة، مما أسفر عن استشهاد عشرة أشخاص، بينهم تسعة أفراد من عائلة واحدة.

قصف خيام ومنازل وتدمير شبه كامل

ولم يتوقف القصف عند هذا الحد، بل شمل أيضًا خيمة في مخيم الصداقة جنوب مدينة دير البلح، مما أدى إلى سقوط شهيدين آخرين، وفق ما أكدته الوزارة. وفي منطقة الصفطاوي الواقعة شمال غرب مدينة غزة، تم استهداف منزل تابع لعائلة 'بخيت'، مما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين إضافيين، فضلاً عن وقوع عدد من الإصابات البالغة بين السكان المدنيين.

استهداف ممنهج للمنازل المدنية شمال القطاع

وفي سياق متصل، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جديدة على منطقتي الزرقا وتل الزعتر شمال القطاع. وأفادت المصادر بأن منزلين في الزرقا يعودان لعائلتي مقاط والقانوع قد تم تدميرهما بشكل كامل، حيث استشهد جميع من كانوا بداخلهما. كما طالت إحدى الغارات منزلا في منطقة تل الزعتر داخل مخيم جباليا، متسببة بأضرار مادية جسيمة في المكان.

اقتحام مستشفى العودة وإحراق خيام النازحين

وفي تصعيد بالغ الخطورة، اقتحمت قوات الاحتلال ساحة مستشفى العودة الواقع في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة. وأطلقت تلك القوات وابلا من الرصاص الحي داخل الساحة، كما أقدمت على إحراق خيام النازحين المقيمين في محيط المستشفى، في مشهد وصفته الجهات الطبية بالمرعب والمخالف لكل القوانين الدولية الإنسانية.

قصف مباشر لبرج سكني وحرائق ضخمة في الشمال

وفي ذات السياق، استهدفت قوات الاحتلال برج الراغب الواقع في منطقة الكرامة شمال غرب غزة بشكل مباشر، مما أدى إلى اندلاع حريق هائل في المبنى. وقد تمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة على الحريق بصعوبة بعد ساعات من العمل، وسط تحذيرات من احتمالية تجدد الغارات. كما أقدمت قوات الاحتلال على تنفيذ عمليات نسف لعدد من المباني السكنية في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس، في استمرار لاستراتيجية التدمير الممنهج للمناطق المدنية.

هذه الأحداث الدامية تؤكد استمرار استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة الأطفال والنساء والنازحين، وسط صمت دولي مريب ومطالبات حقوقية بضرورة وقف الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.