لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
لطالما كان توقيت الاستحمام محور نقاش دائر بين الناس: هل الأفضل الاستحمام في الصباح الباكر أم في المساء قبل الخلود للنوم؟
بينما يرى مؤيدو الاستحمام الصباحي أنه الطريقة المثلى لبدء اليوم بنشاط وانتعاش، يفضل أنصار الاستحمام المسائي غسل أعباء اليوم والاسترخاء قبل النوم. ولكن ما الذي يقوله العلم في هذا الشأن؟
ما هي فوائد الاستحمام؟
بداية، من الضروري التأكيد على أن الاستحمام يمثل ركنا أساسيا من أي روتين نظافة شخصية فعال، بغض النظر عن التوقيت المفضل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم فوائد الاستحمام.
إزالة الأوساخ
تساعد عملية الاستحمام على إزالة الأوساخ والزيوت المتراكمة على الجلد، مما يسهم في الوقاية من الطفح الجلدي والالتهابات.
إزالة العرق
تزيل عملية الاستحمام العرق، وهو عامل رئيسي في التخلص من رائحة الجسم الكريهة. قد يعتقد الكثيرون أن رائحة الجسم تنبع مباشرة من العرق نفسه، لكن الحقيقة العلمية هي أن العرق الطازج عديم الرائحة. الرائحة الكريهة تنتجها فعليا البكتيريا، وتحديدا المكورات العنقودية، التي تعيش على سطح بشرتنا.
هذه البكتيريا تستخدم العرق كمصدر غذائي مباشر، وعندما تقوم بتحليله، تنتج مركبات كبريتية هي المسؤولة عن الرائحة النفاذة التي نعرفها جميعا.
الفرق بين الاستحمام ليلا ونهارا
خلال ساعات النهار، يتراكم على جسمك وشعرك بشكل حتمي الملوثات والمواد المسببة للحساسية مثل الغبار وحبوب اللقاح، بالإضافة إلى العرق والزيوت الدهنية التي يفرزها الجلد. وبينما تحتجز ملابسك جزءا من هذه الجزيئات، فإن جزءا كبيرا منها ينتقل لا محالة إلى ملاءات سريرك وأغطية وسائدك.
كما أن العرق والزيوت الموجودة على بشرتك تدعم نمو البكتيريا التي تشكل الميكروبيوم الجلدي الخاص بك، والتي يمكن أن تنتقل هي الأخرى إلى ملاءات السرير.
في هذا السياق، يمكن أن يساهم الاستحمام في المساء في إزالة جزء كبير من المواد المسببة للحساسية والعرق والزيوت التي التقطتها خلال اليوم، مما يقلل من كمية هذه المواد التي تنتقل إلى ملاءات سريرك.
ومع ذلك، حتى لو استحممت للتو قبل النوم، فإن جسمك سيستمر في التعرق أثناء الليل، بغض النظر عن درجة حرارة الغرفة. وعندها، ستتغذى ميكروبات جلدك على العناصر الغذائية الموجودة في هذا العرق. وهذا يعني أنك ستكون قد أودعت ميكروبات على ملاءات سريرك بحلول الصباح، وربما ستستيقظ أيضا مع بعض رائحة الجسم.
ما يقلل بشكل كبير من فعالية الاستحمام الليلي هو عدم غسل بياضات السرير بانتظام. فالميكروبات المسببة للرائحة الموجودة في ملاءات السرير قد تنتقل إلى جسمك النظيف أثناء نومك.
بالإضافة إلى ذلك، لا يمنع الاستحمام الليلي تساقط خلايا الجلد الميتة. وهذه الخلايا يمكن أن تصبح مصدر غذاء لعث غبار المنزل، التي يمكن أن تكون فضلاتها مسببة للحساسية. إذا لم يتم غسل الملاءات بانتظام، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم هذه الخلايا الميتة، مما يوفر بيئة مثالية لتكاثر عث الغبار، وتسبب فضلاتها في إثارة الحساسية وتفاقم نوبات الربو.
على الجانب الآخر، يقدم الاستحمام الصباحي فوائد واضحة. فهو يساعد على إزالة خلايا الجلد الميتة وأي عرق أو بكتيريا قد تكون التقطتها من ملاءات سريرك أثناء الليل. وهذا الأمر يكتسب أهمية خاصة إذا لم تكن ملاءات سريرك مغسولة حديثًا عند ذهابك للنوم.
الاستحمام في الصباح يضمن أن يكون جسمك أكثر نظافة من الميكروبات التي تراكمت عليه ليلا عند ارتداء ملابس نظيفة. كما أنك ستبدأ يومك بكمية أقل من العرق لتتغذى عليها البكتيريا المسببة للرائحة، مما سيساعدك على الأرجح في الحفاظ على رائحة منعشة لفترة أطول خلال النهار مقارنة بشخص استحم في الليل.
ما هو الوقت المناسب للاستحمام؟
بطبيعة الحال، لكل فرد تفضيلاته الشخصية فيما يتعلق بتوقيت الاستحمام. ولكن بغض النظر عن الوقت الذي تختاره، من الضروري أن نتذكر أن فعالية استحمامك تتأثر بشكل كبير بالعديد من جوانب روتينك الصحي الشخصي، مثل مدى تكرار غسيل بياضات سريرك.
لذلك، سواء كنت تفضل الاستحمام صباحا أو مساء، من الأهمية بمكان تنظيف بياضات السرير بانتظام. ينصح بغسل ملاءات السرير وأغطية الوسائد مرة واحدة على الأقل أسبوعيا لإزالة جميع آثار العرق والبكتيريا وخلايا الجلد الميتة والزيوت الدهنية المتراكمة عليها.
هذا الغسيل الدوري يساعد أيضا على إزالة أي جراثيم فطرية قد تنمو على بياضات السرير، بالإضافة إلى إزالة مصادر التغذية التي تعتمد عليها الميكروبات المسببة للروائح للنمو والتكاثر.
الفرق بين الاستحمام بالماء البارد والساخن
يتساءل كثيرون: أيهما أفضل للاستحمام، الماء البارد أم الدافئ؟ وفي الواقع، يتمتع كل منهما بفوائد للجسم نتعرف عليها في السطور التالية:
فوائد الاستحمام بالماء الساخن
الماء الساخن هو الخيار التقليدي لمعظم الناس، إذ يوفر شعورا بالراحة والدفء، خاصة في الأجواء الباردة أو بعد يوم طويل وشاق. والآن، نتعرف على ما هي فوائد الاستحمام بالماء الساخن؟
يساعد الماء الساخن على توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى العضلات، مما يساهم في تخفيف الشد العضلي والأوجاع والآلام، خاصة بعد ممارسة الرياضة أو العمل البدني. كما يساعد على استرخاء الجسم وتهدئة الأعصاب، مما يسهل عملية الدخول في نوم عميق.
كذلك، يفتح الماء الساخن المسام، مما يسهل إزالة الأوساخ والزيوت والشوائب المتراكمة على الجلد، وبالتالي يساعد على تنظيف البشرة بعمق. ويوفر أيضا تجربة مريحة وممتعة تساعد على تهدئة العقل وتقليل مستويات التوتر والقلق.
فوائد الاستحمام بالماء البارد
يحفز الماء البارد الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وتدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ. كما يساعد على تعزيزالدورة الدموية ويحسن كفاءة نقل الأكسجين والمغذيات إلى الخلايا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الاستحمام المنتظم بالماء البارد يمكن أن يزيد من عدد خلايا الدم البيضاء، مما يعزز الجهاز المناعي ويساعد الجسم على محاربة الأمراض. كما أنه على عكس الماء الساخن، يعمل على شد المسام وغلقها، مما يساعد على تقليل فقدان الزيوت الطبيعية ويجعل البشرة تبدو أكثر صحة ونضارة.
ولا ننسى أيضا أنه يحفز إفراز الإندورفينات في الدماغ، وهي مواد كيميائية طبيعية تعمل على تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب. كما يساعد على تنشيط ما يسمى بالدهون البنية، وهي نوع من الدهون ينتج الحرارة ويحرق السعرات الحرارية لمساعدة الجسم على الدفء.