لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
في ظل تراجع الإنتاجات السينمائية التي تسلط الضوء على التاريخ الأفريقي، يبرز فيلم 'The Woman King' (المرأة الملك) كعمل فني فريد يروي قصة نساء محاربات دافعن عن مملكتهن ببطولة وشجاعة، ليعيد إلى الأذهان حقبة طُمست طويلاً في الثقافة الشعبية والسينما العالمية.
قصة من عمق التاريخ الأفريقي
تدور أحداث الفيلم في أوائل القرن التاسع عشر، داخل مملكة 'داهومي' غرب أفريقيا، حيث كانت فرقة محاربات تُعرف باسم 'أغوجي' تشكل الخط الأمامي في الدفاع عن البلاد. الفيلم يسلط الضوء على شخصية 'نانيسكا'، القائدة الحكيمة والمقاتلة الصلبة التي تلعب دورها ببراعة الممثلة فيولا دايفيس، وهي تسعى لتدريب جيل جديد من المحاربات في ظل تهديدات متزايدة من قوى استعمارية وتجار الرقيق.
بطولة نسائية ملهمة وإخراج متمكن
تألقت فيولا دايفيس في دورها القيادي، وأدت دورًا يتطلب قوة بدنية وانفعالية كبيرة، وتشاركها البطولة الممثلة الشابة ثوسو مبيدو التي جسدت شخصية 'ناوي'، المحاربة اليافعة التي تدخل عالم القتال بشغف وتمرد، أخرجت الفيلم جينا برينس-بيثوود بحرفية عالية، ونسجت من القصة التاريخية ملحمة حركية مليئة بالتشويق والمشاعر، دون أن تفقد الطابع الإنساني العميق.
واقعية تاريخية أم خيال درامي؟
ورغم إشادة النقاد بأداء الممثلين وجودة الإخراج، إلا أن الفيلم أثار جدلاً واسعًا حول دقته التاريخية، فبينما يصور العمل مملكة داهومي كمقاومة لتجارة العبيد، تشير المصادر التاريخية إلى أن هذه المملكة كانت بدورها ضالعة في هذه التجارة، وقد انتقد بعض المؤرخين هذه المعالجة التي رأوا أنها 'تلميع لتاريخ معقد'، فيما دافع آخرون عن حق الفن في إعادة تخيل الماضي لخدمة رسالة معاصرة.
رسالة الفيلم وتأثيره
بعيدًا عن الجدل التاريخي، يقدم 'المرأة الملك' رسالة واضحة عن تمكين المرأة، وأهمية الاعتراف بقصص الشعوب التي طالما تم تهميشها. كما يسعى لإعادة صياغة صورة المرأة السوداء في السينما، ليس فقط كضحية، بل كقائدة ومقاتلة وصاحبة قرار.
فيلم 'المرأة الملك' ليس مجرد فيلم أكشن تاريخي، بل هو تجربة سينمائية تحتفي بالبطولة النسائية وتعيد رسم ملامح الذاكرة الجماعية لقارة أفريقيا، عمل يجمع بين الجمال البصري والرسالة القوية، ويترك أثراً في قلب المشاهد مهما اختلفت رؤيته لمحتواه التاريخي.