لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
في صباحٍ هادئٍ بمدينة شيآن الصينية، استيقظ السكان على وقع نبأٍ صادمٍ هزّ القلوب قبل أن يهزّ الأرض، انهيار جزئي لبرج الطبول التاريخي، أحد أشهر المعالم الثقافية التي صمدت لقرون في وجه الزمن.
هذا البرج، الذي يعود تاريخه إلى عهد أسرة مينغ ويُعد رمزاً للهوية المعمارية والتاريخية للمدينة، شهد لحظة انهيار لم تكن مجرّد تصدع في الحجر، بل شرخاً في الذاكرة الجماعية والتراث الوطني. وبين دهشة المارة وهرولة فرق الإنقاذ، وقف التاريخ لحظةً صامتاً، يراقب ما لم يكن يتوقعه أحد.
يُعد برج الطبول في مدينة فنغ يانغ، بمقاطعة أنهوي شرق الصين، من أبرز المعالم التاريخية الصينية. بُني في عام 1375 خلال أسرة مينغ، وقد دُمّر جزئياً عام 1853 ثم أعيد بناءه عام 1995.
وأُجريت له أعمال صيانة شاملة بدأتها السلطات في سبتمبر 2023، وانتهت في مارس 2024، بتكلفة بلغت نحو 3.4 مليون يوان (≈ 473,000 دولار أمريكي)
وقع الانهيار مساء يوم الإثنين (19 مايو) نحو الساعة 6:30 مساءً بالتوقيت المحلي، تحديدًا عند الجانب الشرقي من سقف برج الطبول
سجلت الفيديوهات تساقطًا تدريجيًا لبعض البلاط، تلاه انهيار كبير مفاجئ أدى إلى تدفق كميات هائلة من البلاط، مما أثار سحابة ضخمة من الغبار أمام مدخل البرج
وسط الذعر، تراجع السياح بسرعة، إلا أن السلطات أكدت عدم وقوع إصابات
حجم الأضرار والترميم
الانهيار طال بشكل أساسي السطح الخارجي فقط من الجزء المبني عام 1995، في حين بقي الأساس الأصلي من حقبة مينغ سليماً. يعتقد أن السبب قد يكون مرتبطًا بخلل في جودة الإصلاحات الأخيرة، خصوصًا أن الموقع شهد شكاوى متكررة بسبب البلاط المتساقط منذ نحو عام 2017
رد السلطات والتحقيقات
أغلقت السلطات مؤقتًا المحيط بالبرج وأمنت المنطقة بواسطة حواجز حماية
شكّل مكتب الثقافة والسياحة المحلي وفّداً تضمّن خبراء لمعاينة الموقع، ومعاينة الجهة المنفذة وأطراف التصميم والمراقبة المسؤولة عن الترميم
التحقيق سيركز على مدى مطابقة المواد المستخدمة والمعايير الهندسية للإجراءات المطلوبة، بالإضافة إلى تأثيرات الطقس والتآكل المحتمل
أهمية البرج رمزيًا وسياحيًا
يُعتبر أكبر برج طبول موجود في الصين، ومركزًا ثقافيًّا كان يستخدم لضبط الوقت ودعوة السكان في عصر ما قبل الحديث
يزور البرج سنويًا آلاف السياح، ما جعله أحد معالم التراث الثقافي والسياحي في مقاطعة أنهوي.
استنتاج وتوصيات
رغم أن الانهيار لم يسفر عن إصابات، يسلط الضوء مجددًا على هشاشة المنشآت الأثرية حتى بعد الترميم.
دعا بعض وسائل الإعلام والمعلقين على وسائل التواصل إلى تعزيز الضوابط على مشاريع الصيانة وفرز جهات تنفيذ مختصة ومراقبة حرفية دقيقة لضمان سلامة التراث وتأمين الزوار.