زاد الاردن الاخباري -

في اللحظة التي كان عدد كبير من الاردنيين يتابعون المقطع المصور لمشاجرة الصويفية كان يتسرب داخلهم معنيان: الاول احداث المشاجرة نفسها، وهذه اقل اهمية، من الثاني: اللغة المحكية في المقطع: خليط من الانجليزي والعربية. والانجليزية كانت اولا.

في المشاهد التي تناقلها الاردنيون اليوم عن مشاجرة شباب عبدون لم تستوقف الكثيرون المشاجرة نفسها بل اللغة التي ظهرت في المقطع المصور.

حتى وإن لم يكن صحيحا، سينظر مواطنون كثر – وخاصة فئات العاطلين عن العمل والفقراء وهم الاغلبية - الى المشهد بان هناك شيء ما خطأ يقع. ليس في دهس المركبة للشباب، بل في دهس لغتنا، وتحطيمها.

مشهدان في المقطع المصور لن يزيح عين فئات كثيرة من المجتمع عنه وخاصة عمان الشرقية وكل المحافظات لغة ليست لغتنا كانت البطل في الحكاية ومن حولها.

مخاطر الأمن اللغوي الذي يتهدد مجتمعاتنا العربية، مهمة وتمنح الكثير من المعنو كذلك عن الهوية المفقودة، لكن ايضا هناك ملف اخر سينظر له الاردني بتوتر. وهو الفصل اللغوي المجتمعي الثقافي بين فئات من المجتمع.

الفقراء والعاطلون عن العمل، واصحاب الطحن لن يروق لهم ما سمعوه. هذه ليست نظرة طبقية بالطبع بل علامات فارقة لمخاطر وخيمة تتهدد المجتمع.

حسنا. دعوكم من اللغة. خذوا جدار الفصل اللغوي كمؤشر اقتصادي. وما يعنيه ذلك من مخاطر امنية وخيمة على مجتمع يواصل التشكل من دون بوصلة.