اخبار الاردن
موقع كل يوم -سواليف
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
#باربي .. #مريضة..!
#رأفت_حداد
عالم مجنون..صحيح انه لا يخلو من الخير والخيّرين..ولكن الشرّ قد طغى..والأشرار يتناسخون..
في عام 1944 بدأت بندقية كلاشنكوف بالظهور لأول مرّة ، من الممكن أن ميخائيل كلاشنكوف الذي مات حديثاً، قد كان هدفه نبيلاً..ففي نهايات الحرب العالمية الثانية كانت ثقافة الحروب والتدمير والموت طاغية على الحياة..وكان الطغاة يحكمون الأرض..فمن الممكن حينها ان ابتكار وسائل الدفاع والحماية كان هدفاً لذلك..إلّا أن تجار الموت والهلاك استثمروها في التجارة والقتل..فأصبحت بندقية الكلاشنكوف أداةً لثورات الشعوب والاقتتال الداخلي والحروب الأهلية ورمزا لحركات التحرر الوطني ،فقتل الملايين من البشر بسبب تلك البندقية..
وبالطبع نحن في الأردن نلنا نصيبنا من ذلك الشر المطبق على الأرواح..ففي أعراسنا فقط وحتى اليوم قتل الآلاف وتشردت آلاف الأسر بسبب ميخائيل كلاشنكوف..!
وبالعكس من ذلك..ففي عام 1959 ولدت أول دمية باربي في التاريخ على يد سيدة امريكية في فرنسا..بالتأكيد كان هدفها نبيلاً..عملت باربي على اضفاء السعادة وتحريك مشاعر الأطفال وإيقاظ مخيلاتهم الواسعة.. الّا أن فكر الشرّ المتأصل في البشر قد انتشر..فأصبحت باربي الشقراء الذهبية ذات العيون الزرقاء والخدود الورديّة مصدر تعب وتنمّر لباقي اطفال العالم الذين لا يشبهونها..!!
وأصبح التشبه بباربي هوس الكبار أيضاً..أحياناً من وسط المعاناة والظلم يجد الأخيار طريقهم..كثيرون هم الأطفال المرضى والمعاقون جراء القدر والحاجة والحروب..لا يلقوا الإهتمام لابل ينالوا جزاءهم من التهكم والتنمّر..عندما كنت في الجامعة الأردنية شاهدت أحد زملائي يلعب الشطرنج في إحدى ساحات الجامعة مع طالبٍ آخر وقد كان ضريراً..ادهشني المشهد ، كان الخصم الضرير لا يتوقف أبداً عن تلمس القطع بأصابع يديه ذهاباً وإياباً إلى الأمام والخلف بحركة دائمة لا تتوقف كي يبقى على تواصل مع جيشه ويعرف مواقع الخصم تمهيدً لتحريك النقلة القادمة بناء على مواقع الدفاع والهجوم..لم تكتمل المعركة كون موعد المحاضرات قد حان..قلت لزميلي لاحقاً..خلال اللعبة القادمة دعني اضع الحصان في مكان آخر غير مكانه , ونرى كيف من الممكن ان يكون تفاعله..قال لي ..حرام انت شيطان..!
ما كنت ادرك حينها أن التهكم قد يكون مجرد فكرة تميزك عن الآخرين..!حتى اليوم يؤنبني ضميري على تلك الفكرة..!من أجل ذلك ابدعوا حديثاً في تصميم باربي مريضة بالسكري وصمموها وملتصق على خاصرتها جهاز قياس السكّر..ويفكرون في باربي المصابة بالبهاق كي يألف الأطفال تنوع الحياة ويفهموا جيداً قيمة الألم ويتفهموا بعمق معاناة الآخرين وأن المعاناة هي مكون طبيعي من مكونات الحياة…من يدري لعلهم يوماً يصممون لنا باربي جديدة عمياء ، أو ذات أطرافٍ مقطوعة أو برجل اصطناعية والأهم من ذلك ، آه لو صمموا .. باربي يكسو وجهها الطحين والدمّْ..!!