سجلت الأسهم الأمريكية تراجعا كبيرا في تعاملات اليوم الخميس لتشهد أحد أسوأ أيامها منذ أبريل الماضي، مع تراجع أسهم شركة الرقائق الإلكترونية إنفيديا وغيرها من شركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بصورة خاصة. كما تضررت السوق من الشكوك في التخفيضات المقبلة لأسعار الفائدة التي راهنت السوق في الأيام السابقة على حدوثها.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا بمقدار 43ر113 بنسبة 7ر1% إلى 49ر6736 نقطة، مبتعدا أكثر عن أعلى مستوى تاريخي له على الإطلاق الذي سجله أواخر الشهر الماضي. وخسر مؤشر داو جونز الصناعي 60ر797 نقطة، أي ما يعادل 7ر1% إلى 22ر47457، بينما انخفض مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 10ر563 نقطة بنسبة 3ر2% إلى26ر22870 نقطة.

كان سهم شركة إنفيديا صاحبة الثقل الأكبر في السوق بعد أن خسر 6ر3%. كما عانت أسهم شركات أخرى رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك انخفاض أسهم سوبر مايكرو كومبيوتر بنسبة 4ر7%، وسهم بالانتير تكنولوجيز بنسبة 5ر6% وسهم شركة برودكوم بنسبة 3ر4%.

وتزايدت التساؤلات حول مدى قدرة أسهم الذكاء الاصطناعي العملاقة على تعزيز مكاسبها المذهلة بالفعل. في بداية هذا الشهر، شهدت شركة بالانتير ارتفاعا مذهلا لتصل مكاسبه التراكمية منذ بداية العام الحالي 174% على سبيل المثال.

كان هذا الأداء المذهل أحد أهم أسباب وصول السوق الأمريكية إلى مستويات قياسية رغم تباطؤ سوق العمل وارتفاع التضخم. إلا أن أسعار أسهم الذكاء الاصطناعي ارتفعت بشكل كبير، لدرجة أن المنتقدين يشبهونها بفقاعة أسهم شركات التكنولوجيا عام 2000 التي انفجرت في النهاية وافقدت مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو نصف قيمته في ذلك الوقت.

في الوقت نفسه تراجعت الأسهم خارج قطاع الذكاء الاصطناعي أيضا بسبب الخوف في أن تقنع البيانات الاقتصادية المنتظرة مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) الأمريكي بوقف تخفيضات أسعار الفائدة، التي قد تعزز الاقتصاد ولكنها قد تفاقم التضخم أيضا.

وتعيد الحكومة الأمريكية فتح أبوابها بعد إغلاق دام أكثر من ستة أسابيع، وهو الأطول في تاريخها. وارتفعت سوق الأسهم في الغالب خلال فترة الإغلاق، كما هو الحال في كثير من الأحيان تاريخيًا، لكن وول ستريت تستعد لتقلبات محتملة مع عودة الحكومة إلى إصدار تحديثات مهمة حول سوق العمل وإشارات أخرى حول قوة الاقتصاد.