الحقيقة الدولية – عبد الحميد المعايطة وخلدون الازايدة وعيسى المقابلة

على بُعد ساعات من حلول عيد الأضحى المبارك، تعيش الأسواق في مختلف محافظات المملكة، لا سيّما في الكرك ومادبا وجرش، حالة من الركود اللافت، وسط غياب الزخم المعتاد في مثل هذا الوقت من العام، ما يعكس واقعًا اقتصاديًا صعبًا يُثقل كاهل المواطن الأردني.

ورغم زينة العيد والعروض والتنزيلات التي أعلن عنها التجار، إلا أن الحركة الشرائية بقيت محدودة، وسط شكاوى واسعة من ضعف السيولة وتراجع القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من المواطنين.

في الكرك، أكد تجار أن الإقبال هذا العام هو الأضعف منذ سنوات، مرجعين ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية من جهة، وتعدد الالتزامات المالية التي يواجهها المواطن من جهة أخرى، مما دفع الكثيرين لتأجيل أو تقليص مشتريات العيد.

بدوره، قال نائب رئيس غرفة تجارة الكرك خالد الحباشنة إن 'عدد الفواتير الشهرية التي يدفعها المواطن، إلى جانب ارتفاع الأسعار وثبات الدخول، جعلت الأسواق تبدو وكأنها خاوية رغم اقتراب العيد'.

وفي مادبا، أجمع المواطنون على أن أولويات الإنفاق تغيّرت، حيث بات تأمين الاحتياجات اليومية وتكاليف المعيشة يتقدّم على شراء الملابس الجديدة أو مستلزمات العيد، في ظل محدودية الدخل وارتفاع الأسعار.

أما في جرش، فقد عبّر أصحاب المحال التجارية عن خيبة أملهم من ضعف الإقبال، مؤكدين أن العروض والتخفيضات لم تُفلح في تحفيز الشراء، ما أضاف مزيدًا من الأعباء على قطاع يعاني أصلًا من التراجع.

وبين فرحة الأطفال المرتقبة وهمّ الأهل في توفيرها، تقف الأسواق اليوم شاهدًا حيًا على واقع اقتصادي يزداد تعقيدًا، ويُحاصر تفاصيل العيد حتى في أبسط مظاهره.