الوقائع الإخباري: شهد الأسبوع الماضي عودة 2500 لاجئ سوري مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى بلادهم، مقارنة بـ2800 لاجئ في الأسبوع الذي سبقه، ليصل مجموع العائدين خلال الأسبوعين الماضيين إلى 5300 لاجئ. ويمثل عدد العائدين خلال الأسبوع الماضي انخفاضًا بنسبة 11% عن الأسبوع السابق، وفق بيانات المفوضية.

وحتى 15 من الشهر الحالي، بلغ عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا طوعًا من الأردن إلى سورية أكثر من 170 ألفًا منذ 8 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي. وظلت التركيبة السكانية للعائدين مشابهة للأسابيع السابقة؛ إذ شكّلت النساء والفتيات 49% من إجمالي العائدين، والأطفال 43%، بينما بلغت نسبة الرجال من عمر 18 إلى 40 عامًا نحو 19%. وكانت غالبية العائدين تقيم سابقًا في المجتمعات المضيفة، خصوصًا في عمّان وإربد.

كما قدّرت المفوضية أنه حتى 20 من الشهر الحالي عاد نحو 1,246,037 فردًا إلى سورية من دول أخرى منذ نهاية العام الماضي، فيما عاد داخليًا 1,944,762 نازحًا إلى مناطقهم الأصلية، بينهم 1,062,229 شخصًا غادروا مواقع النزوح في شمالي وشمال شرقي البلاد.

وأظهر مسح لنوايا حركة النازحين داخل سورية، أُجري بين 7 و26 أيلول (سبتمبر) الماضي، أن 27% من الأسر تخطط للعودة إلى مناطقها الأصلية، في حين يعتزم 57% البقاء في أماكن نزوحهم الحالية. وتمثلت أبرز العوائق أمام العودة في نقص السكن أو المخاوف المرتبطة بالممتلكات، ونقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، إلى جانب محدودية فرص العمل والقدرات المالية.

وبينت المفوضية أنها لا تشجع على العودة الواسعة إلى سورية في ظل الظروف الحالية، لكنها تقدم الدعم للاجئين الذين يختارون العودة طوعًا بعد اطلاعهم على الأوضاع في مناطقهم الأصلية أو مناطق بديلة داخل البلاد. ومع استمرار حالة عدم اليقين في سورية، لا يخطط معظم اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن للعودة في المدى القريب.

وتواصل المفوضية تقديم خدمات التسجيل والتوثيق وخدمات الحماية وتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين المتبقين في الأردن. لكنها حذّرت في الوقت نفسه من فجوة تمويلية حرجة تواجه استجابة اللاجئين في المملكة، مؤكدة أنها تعمل مع الحكومة والجهات المانحة لضمان استمرار الخدمات الأساسية وتعزيز الدعم طويل الأمد للاجئين والمجتمعات المضيفة.

وكانت المفوضية توقعت تراجع عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن إلى نحو 290 ألفًا بحلول نهاية العام المقبل. وعلى الرغم من رغبة عدد كبير من اللاجئين في العودة إلى ديارهم منذ تغيّر الأوضاع في سورية، فإن هذه الرغبة تبقى مرتبطة بالظروف الأمنية والاقتصادية. وتشير بيانات المفوضية إلى أن 67% من اللاجئين في الأردن يعيشون تحت خط الفقر، فيما يعتمد 9 من كل 10 على الاستدانة لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

وبحسب استطلاع أجرته المفوضية في حزيران (يونيو) الماضي، عبّر 80% من اللاجئين السوريين في الأردن عن نيتهم العودة يومًا ما، لكن قرار العودة ما يزال معلّقًا بجملة من التحديات؛ إذ عزت 36% من الأسر عدم رغبتهم بالعودة إلى دمار منازلهم، و23% إلى غياب فرص العمل، و12% إلى مخاوف أمنية، بينما أشار 9% إلى نقص الموارد المالية اللازمة للعودة، و7% إلى ضعف الخدمات المتوافرة في سورية.