في تدوينة مقتضبة نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، أعلن رجل المسرح حمادي المزي عن صدور كتاب جديد له يحمل عنوان 'محمد الفاضل الجزيري، المسرح يفقد قنديله' واكتفى بتوثيق التدوينة بغلاف الكتاب الذي 'سيكون حاضرا يوم السبت 22 نوفمبر 2025'.

زملاؤه من الحقل الثقافي باركوا الأستاذ المسرحي حمادي المزي بكل مودة و من بينهم المسرحي الكبير توفيق الجبالي الذي علق على التدوينة بما يلي:

'مبارك صدور هذا الكتاب الذي يعيد رسم ملامح الراحل الفاضل الجزيري ، ويمنح سيرته صوتًا جديدًا وضياءً آخر'.

في انتظار توزيع الكتاب في المكتبات، مبروك لتونس هذا العنوان عن أحد عمالقة المسرح.

……..

وبمناسبة اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي-مواسم الإبداع، تم عرض يوم 8 نوفمبر 2025 'عربون 3' للفقيد الفاضل الجزيري.

…………………………..

و للتذكير: نعيد نشر بيان النعي الذي أصدرته

النقابة المستقلة للمخرجين المنتجين يوم وفاة 'سي الفاضل' كما يحب محبوه مناداته:

'تنعى النقابة وفاة الفنان والمبدع الفاضل الجزيري، الذي وافته المنية يوم الاثنين 11 أوت 2025، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، عن عمر ناهز 77 عامًا قضاها في خدمة الفن والثقافة. لقد فقدت الساحة التونسية بوفاة الفاضل الجزيري أحد رواد الحركة الثقافية المعاصرة الذي ولد عام 1948 في تونس العاصمة. وعلى مدار مسيرة فنية وإبداعية حافلة بالعطاء، ترك بصمته على المسرح والسينما وساهم في رسم ملامح هوية فنية تونسية، وهو الفنان الذي جمع السياسيين والمفكرين والمسرحيين والموسيقيين، من خلال حب الحياة والمسرح منذ طفولته المبكرة، منذ أيام التعلم في المدرسة الصادقية. أظهر الراحل التزاما سياسيا واجتماعيا واضحا، حيث شارك في مظاهرات 1968 واضطرابات الطلبة في كلية الآداب، معبرا عبر مهنته ممثلا ومخرجا، وهو ما عكس شخصيته القريبة من قضايا عصره ووطنه.

تميز الفاضل الجزيري بحس فني ثوري يجدد دوما من خلال أعماله قضايا السلطة والمجتمع والحرية، وآمن بالعمل الجماعي والتعاون، وهو ما تجلى في مساهمته في تأسيس مسرح الجنوب بقفصة عام 1972 برفقة فاضل الجعايبي وجليلة بكار ورؤوف بن عمر ومحمد إدريس، كما أسس وأدار المسرح الجديد عام 1976 مع فاضل الجعايبي ليصبح من أبرز معالم المسرح التونسي، حيث مزج بين التمثيل والإخراج والكتابة والتأليف، وقدم على خشبته مختلف التجارب الفنية، من أعمال مسرحية مثل “العنف” و”محمد علي” و”الزمام” و”غسالة النوادر” و”عرب” و”الكريطة” و”النمرود” التي نالت الذكرى الجماعية، ومسرحية “الحامة” المستوحاة من الذاكرة الشعبية، كما خلد بصمته في السينما من خلال أفلامه مثل “خليفة الأقرع” و”الأسياد” و”حلق الواد” و”خسوف القمر” و”ثلاثون” عام 2007 و”سوسة” و”تمرد” عام 2021.

لم يتوقف العطاء الفني للفاضل الجزيري عند حدود الوطن، بل تجاوز حضوره العالم العربي والدولي، فقد تضمنت أعماله رسائل إبداعية في إشعاع الثقافة التونسية في المهرجانات العربية والدولية الكبرى، مشكلة على مدار عقود إرثا مهما في الذاكرة الثقافية والفنية التي ساهمت في تنمية البلاد.

لقد كان الراحل نصيرا للحق، اللقب الذي آمن به، ليبقى اسمه محفورا في سجل الذاكرة الوطنية. ستظل ذكرى الفاضل الجزيري خالدة في قلوب محبيه، وستظل أعماله الفنية شاهدة على عبقريته ومساهمته الكبيرة في إثراء المشهد الثقافي التونسي والعربي'.