الوقائع الإخباري: الطلق الصناعي هو إجراء طبي يُستخدم لمساعدة المرأة الحامل على بدء عملية الولادة عندما لا تبدأ بشكل طبيعي. في بعض الحالات، قد يكون الانتظار غير آمن سواء للأم أو للجنين، وهنا يلجأ الأطباء إلى وسائل تساعد الرحم على الانقباض وتهيئة عنق الرحم للولادة.

يُعد الطلق الصناعي من أكثر الممارسات شيوعًا في أقسام الولادة حول العالم، وتوصي به جهات طبية موثوقة مثل المعهد الوطني البريطاني للصحة والرعاية (NICE) في مواقف محددة، لضمان ولادة آمنة وصحية للأم والطفل.

ما المقصود بالطلق الصناعي؟ الطلق الصناعي هو عملية طبية لتحفيز انقباضات الرحم عندما لا يبدأ المخاض بشكل طبيعي من تلقاء نفسه، بهدف تسريع الولادة الطبيعية من دون اللجوء للجراحة القيصرية. يتم ذلك عبر أدوية أو إجراءات ميكانيكية تساعد على فتح عنق الرحم وزيادة الانقباضات.

يُنفذ الطلق الصناعي داخل المستشفى تحت إشراف فريق طبي مختص لضمان متابعة حالة الأم والجنين طوال الوقت.

متى يوصي الأطباء بالطلق الصناعي؟ يتم اللجوء إلى الطلق الصناعي في حالات محددة يكون فيها استمرار الحمل خطرًا على الأم أو الجنين، مثل:

تجاوز الحمل الأسبوع 41 أو 42 من دون ولادة. الإصابة بتسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم الحاد. ضعف نمو الجنين داخل الرحم. انخفاض السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين. تمزق كيس المياه من دون بدء الطلق الطبيعي خلال ساعات محددة. في جميع الحالات، يُتخذ القرار بعد تقييم دقيق للفوائد والمخاطر ومناقشة الأم بخياراتها المتاحة لضمان سلامة الأم والطفل.

تقييم الحالة قبل البدء بالطلق الصناعي قبل الشروع في الطلق الصناعي، يقوم الطبيب بتقييم شامل لحالة الأم والجنين لضمان السلامة والفعالية، ويشمل ذلك:

فحص نبض الجنين ووضعه داخل الرحم. قياس نضج عنق الرحم وفق مقياس Bishop Score الذي يحدد مدى استجابته للتحفيز. التأكد من عدم وجود أسباب تمنع الولادة الطبيعية مثل وجود ندبة من قيصرية سابقة أو مشكلات في المشيمة. بعد هذا التقييم الدقيق، يحدد الطبيب الطريقة الأنسب لتحفيز الولادة بما يضمن أمان الأم والطفل وفعالية الطلق الصناعي.

ما هي طرق الطلق الصناعي؟ تختلف طرق الطلق الصناعي حسب حالة الأم ونضج عنق الرحم، وتشمل ما يلي:

1. تمزق الأغشية يُعرف بفتح كيس المياه، ويُجرى داخل المستشفى لتحفيز انقباضات الرحم بشكل طبيعي بعد نزول الماء المحيط بالجنين.

2. الأوكسيتوسين الوريدي هرمون صناعي يُعطى عبر مضخة دقيقة في الوريد لزيادة قوة وتواتر الانقباضات.

يُعد من أكثر الطرق فعالية، لكنه يتطلب مراقبة دقيقة لتجنب فرط انقباض الرحم.

3. التحاميل أو الجل المهبلي (البروستاغلاندين) تساعد على تليين وفتح عنق الرحم استعدادًا للمخاض، وتُستخدم عادة كخطوة أولى عندما لا يكون عنق الرحم مهيأ تمامًا.

4. القسطرة أو البالون طريقة ميكانيكية آمنة وفعالة، يتم فيها إدخال بالون صغير داخل عنق الرحم ثم ملؤه بسائل لتوسيع العنق تدريجيًا. تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه الطريقة قد تقلل الحاجة أحيانًا إلى الولادة القيصرية مقارنة ببعض الأدوية.

المخاطر والمضاعفات المحتملة للطلق الصناعي على الرغم من أن الطلق الصناعي يعد إجراءً آمنًا في معظم الحالات، إلا أنه، مثل أي تدخل طبي، قد يترتب عليه بعض المضاعفات المحتملة، منها:

فرط انقباض الرحم، مما قد يؤثر على نبض الجنين. العدوى إذا استمر المخاض لفترة طويلة بعد تمزق الأغشية. تمزق الرحم وهو نادر جدًا، خاصة في حالات الولادات القيصرية السابقة. الحاجة إلى قيصرية طارئة في حال عدم استجابة الجسم للتحفيز. لذلك، تتم متابعة الأم والجنين بشكل مستمر داخل المستشفى لضمان التدخل الفوري عند الحاجة وحماية صحة الأم والطفل.

فوائد الطلق الصناعي على الجانب الآخر، يقدم الطلق الصناعي فوائد مهمة في الحالات الطبية الدقيقة، منها ما يلي وفق ما أشار إليه موقع Webmed:

تقليل خطر تعرض الجنين لنقص الأكسجين أو ضعف النمو داخل الرحم. تقليل احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة للأم مثل ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل. تسهيل ولادة آمنة ومُخطط لها في الوقت المناسب. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الطلق الصناعي المدروس في التوقيت المناسب لا يزيد دائمًا من احتمالية الولادة القيصرية، بل قد يقللها في بعض الحالات.

نصائح للحامل قبل الطلق الصناعي اسألي طبيبك عن سبب اقتراح التحريض في حالتك بالتحديد. تعرفي على نوع الطريقة التي سيتم استخدامها ومخاطرها المحتملة. اطلبي معرفة الخطة البديلة في حال لم تنجح الطريقة الأولى. حاولي البقاء هادئة ومسترخية، فالتوتر قد يبطئ من استجابة الجسم للتحفيز. جهزي نفسك نفسيًا وبدنيًا، واصطحبي شخصًا داعمًا خلال فترة المخاض.