الوقائع : تشهد عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلادهم تزايدًا تدريجيًا منذ سقوط نظام الأسد، في مؤشر على مرحلة جديدة من الأزمة السورية تجمع بين الأمل بإعادة الاستقرار والحذر من التحديات الميدانية والاقتصادية.

وبحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد عاد أكثر من 160 ألف لاجئ سوري مسجل من الأردن إلى سورية منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 وحتى الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

وأوضحت المفوضية أن نحو 49% من العائدين نساء وفتيات، و43% أطفال، فيما بلغت نسبة الرجال بين 18 و40 عامًا حوالي 19%. وأشارت إلى أن أغلب العائدين ينحدرون من محافظات درعا وحمص وريف دمشق، ويغادرون من مدن أردنية كعمّان وإربد.

وتوقعت المفوضية انخفاض عدد اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن إلى نحو 415 ألفًا بنهاية العام الحالي، على أن يصل العدد إلى نحو 290 ألفًا بحلول نهاية 2026، مع استمرار التراجع في أعداد المقيمين.

ورغم أن المفوضية لا تشجع على العودة الجماعية في ظل الظروف الراهنة، فإنها تدعم من يختار العودة الطوعية بعد التأكد من أوضاع مناطقهم الأصلية، وتعمل على توفير الدعم المالي واللوجستي لضمان عودة كريمة ومستدامة.

وبيّنت المفوضية أن 67% من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون تحت خط الفقر، وأن 9 من كل 10 يلجؤون إلى الاستدانة لتغطية احتياجاتهم اليومية، مؤكدة أن استمرار دعم المانحين ضروري للحفاظ على الخدمات الأساسية المقدمة لهم.

ووفق استطلاع أجرته المفوضية في حزيران الماضي، فإن 80% من اللاجئين السوريين في الأردن يعبرون عن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم يومًا ما، إلا أن العوامل الاقتصادية والأمنية ما تزال العائق الأكبر أمام هذه العودة.