قال إن هذه المناسبة الوطنية تعكس العمق التاريخي للمملكة

قال الكاتب الصحفي والمستشار الإعلامي جيلاني الشمراني إن السعودية مصدر فخر واعتزاز للسعوديين عبر تاريخ ممتد ضارب في الجذور، عبر بلاد حملت على عاتقها رفعة أبنائها؛ فالسعودية لم تُستعمر أو تُحتل قط منذ تأسست بفضل الله، ثم بقوة وعزيمة رجالها الذين حموها ودافعوا عنها بأرواحهم.

وأوضح 'الشمراني' عبر 'سبق': 'في حديث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في لقاء تلفزيوني، ذكر أن جد آل سعود مانع المريدي أسس وسكن الدرعية عام 850 هـ - 1447 م، أي قبل تأسيس الملكية البريطانية التي كانت في 1707 هـ، وكذلك استقلال أمريكا عن بريطانيا عام 1776م'.

وأضاف: 'عندما تأتي ذكرى يوم التأسيس، الذي يوافق 1139 هـ - 1727م، يجب أن نوضح لأبناء هذا الوطن العظيم أن لنا مجدًا يمتد لما قبل هذا التاريخ، وأن الدولة السعودية قامت بسواعد أبنائها من هذه الأرض الطيبة، ويجب أن يزرع هذا الاعتزاز في نفوس أبنائنا وبناتنا؛ ليفخروا بتاريخ دولتهم، وما سطره الأجداد من تضحيات كبيرة؛ لنعيش اليوم في رخاء واستقرار ونعم عظيمة'.

وزاد: 'اليوم ونحن نحتفل بتأسيس دولتنا، الذي يصادف 22 فبراير من كل عام، نستذكر الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، الذي أسس لنا هذه الدولة، ومعه رجال أشداء، صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ لذا فإن يوم التأسيس يمثل نقطة تحول، ليس فقط للسعودية بل في تاريخ الجزيرة العربية؛ إذ بدأت مسيرة بناء الدولة السعودية التي استمرت لقرون، وصولاً إلى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان'.

وبيَّن 'الشمراني' أن من الدرعية كانت الانطلاقة الكبرى؛ إذ جاء الإمام محمد بن سعود، الذي أسس دولته معتمدًا على مبادئ التوحيد والاستقرار السياسي، وتوسعت الدولة تدريجيًّا، وأصبحت قوة مؤثرة في المنطقة، ثم أتى الإمام تركي بن عبد الله وأعاد قيام الدولة السعودية الثانية عام 1824م، ثم جاءت الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تحت اسم المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932م.

وأردف: 'هذه المناسبة الوطنية تعكس العمق التاريخي للمملكة، وترسخ القيم الوطنية المرتبطة والممتدة عبر ثلاثة قرون، كما تعد تجسيدًا للاعتزاز بجذور هذه الدولة الراسخة. وقد شدد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، على أن يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تأكيد على قوة الدولة السعودية منذ أكثر من ثلاثة قرون، وقدرتها على مواجهة التحديات والاستمرار في البناء والتطوير'.

وقال: 'اليوم، وبكل فخر واعتزاز، نرى دولتنا تقارع كبريات دول العالم في شتى المجالات، بل تعد قائدة للسلام العالمي، ووضعت لنفسها مكانة مرموقة من خلال سياستها التي تجمع بين القوة والحكمة، حتى حظيت باحترام دولي كبير، جعلها تتربع ريادة العالم. ونحن إذ نحتفل يجب علينا أن نعلم أن العالم يشاهدنا، مما يستوجب احتفالنا كسعوديين بطريقة تعكس ديننا وأخلاقنا وثقافتنا ورُقينا من خلال التزامنا بلباسنا السعودي، واحترام الأنظمة، وأن يكون احتفالاً يليق بهذه المناسبة الوطنية السعيدة، وأن نحافظ على ممتلكات الدولة'.

واختتم 'الشمراني' بأن 'يوم التأسيس ليس مجرد احتفال بذكرى عابرة، بل هو محطة للتأمل في مسيرة وطن وتضحيات رجال.. هو رسالة للعالم عن صلابة هذه الدولة وتاريخها العريق. وبينما تمضي السعودية نحو رؤية 2030 فإن جذورها الضاربة في التاريخ تبقى مصدر قوة وإلهام لأبنائها للاستمرار في بناء مستقبل يليق بهذا الشعب العظيم وقيادته الحكيمة'.