هزّت جريمة مروّعة مدينة هودرزفيلد البريطانية، بعدما أقدم شاب بريطاني يبلغ من العمر 20 عامًا على طعن لاجئ سوري في السادسة عشرة من عمره حتى الموت، في حادثٍ صادم صُوِّر بالكامل عبر كاميرات المراقبة.

الضحية، أحمد الإبراهيم، كان قد فرّ من ويلات الحرب في سوريا بحثًا عن الأمان في المملكة المتحدة، لكنه فقد حياته بعد مشادة تافهة لم تستغرق غير ثوانٍ، حين مرّ بشكل عابر قرب صديقة القاتل الحامل في أحد شوارع التسوّق المزدحمة يوم 3 أبريل الماضي.

القاتل، المدعو ألفي فرانكو، كان في حالة تأثير خليط من المخدرات (الحشيش والكوكايين والكيتامين)، وقد أظهر مقطع الفيديو الذي نشرته شرطة 'ويست يوركشاير' لحظة اقتراب أحمد من فرانكو، قبل أن يمدّ الأخير يده إلى جيبه ويستخرج سكينًا صغيرة سريعة الفتح، طعن بها أحمد في عنقه بعمق 6 سم، ما أدى إلى إصابته المميتة في الشريان السباتي والقصبة الهوائية.

ورغم أن المقطع لم يعرض لحظة الطعن، أظهرت الكاميرا أحمد وهو يتراجع ممسكًا بعنقه الملطخ بالدماء، قبل أن ينهار على الرصيف، فيما فرّ القاتل من المكان ببرود.

وخلال المحاكمة التي عُقدت في محكمة 'ليدز كراون'، استمعت هيئة المحلفين إلى تفاصيل مروّعة عن ولع فرانكو بالسكاكين، إذ عُثر في هاتفه على صور لمجموعته التي وصفها بأنها 'ترسانة تزداد روعة'، إضافة إلى مقاطع له وهو يستعرض السكين ذاتها التي استخدمها في الجريمة قبل ساعات من وقوعها.

وأكد الادعاء أن فرانكو كان قد تفاخر بنيّته طعن شخص ما قبل يوم من الحادث، وهو ما جعل هيئة المحلفين تدينه بوضوح بجريمة القتل العمد بعد مداولات لم تتجاوز ثلاث ساعات.

وخلال استجوابه، حاول فرانكو تبرير فعلته بالقول إنه 'خاف أن يحدث له شيء'، لكنه اعترف لاحقًا قائلاً: 'نعم، لقد قتلته.. أتمنى لو أستطيع التراجع عمّا فعلت'.

ومن المقرر أن يصدر الحكم النهائي بحقه اليوم على يد القاضي هوارد كراوسون، في جريمة أثارت غضبًا واسعًا وتعاطفًا كبيرًا مع الضحية السوري الذي لم يكن يتوقع أن ينتهي حلم الأمان الذي سعى إليه بهذه المأساة.