ريم الحربي *

منظومة القطاع العقاري في المملكة، شهدت خلال السنوات الأخيرة، تحولات متسارعة ومتناسقة، على مختلف المستويات، سواء كان ذلك من حيث الجودة، أو التنظيم، مدفوعة بتحديث البنية النظامية والتنظيمية مما أسهم في زيادة جاذبيتها، وكذلك زيادة مجالات الاستثمار فيها، الأمر الذي أحدث نقلة كبيرة في هذا القطاع الحيوي الذي يأخد اهتماما كبيرا يوما بعد يوم، سيما مع تنفيذ عدة مشروعات عقارية كبرى، من جانب القطاعين العام والخاص.

وسط هذه التطورات اللافتة، جاء إعلان الهيئة العامة للعقار عن إطلاق جائزة التميز العقاري «REA» بشراكة استراتيجية مع الاتحاد الدولي للعقار(FIABCI)، أحد أبرز الكيانات العقارية العالمية، حيث تأتي الجائزة متناغمة تماما مع مستهدفات هيئة العقار، في تنويع المنتجات العقارية، وكذلك كامتداد للجائزة العالمية العريقة للاتحاد الدولي للعقار «FIABCI Prix d’Excellence».

وجائزة التميز العقاري ليست مجرد جائزة فقط، بل لها عدة أبعاد ومعانٍ، فهي تمثل تحفيزا للحلول العقارية المؤثرة والمتاحة، نسبة لتركيزها على مشروعات مبادرات التخطيط الحضري والإقليمي، الموجهة للمستهلك التي تلبي احتياجاته ورغباته، وأيضا تلك المشروعات التي تعطي الأولوية للمعايير الصديقة للبيئة والاستدامة، علاوة على المشروعات التي تعمل على تعزيز البنية التحتية، وتستهدف الإسهام في تحسين جودة الحياة، وهذا بدوره، يصب ضمن إطار جاذبية المملكة كمركز إقليمي وعالمي يسهم في جذب رؤوس الأموال، والاستثمارات المحلية والأجنبية، النوعية المميزة.

كما أن ذلك، وإلى جانب التحفيز، ينسجم مع التوجهات التي تستهدف تحقيق التوازن العقاري، والحِراك الاقتصادي والاستثماري، وفقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث لم تأتِ الجائزة، بمحض الصدفة، أو كجائزة تقليدية، بل مرت رحلتها بعدة مراحل قبل انطلاقتها، ولعل تأسيس مقر الاتحاد الدولي للعقار في السعودية، بالإضافة إلى مخرجات منتدى مستقبل العقار، قد أسهما في إطلاق هذه الجائزة، بل أرسى مرتكزاتها الأساسية، مع استصحاب أفضل الممارسات والتجارب الإقليمية والعالمية، وهذا ما يجعلها أكثر تميزا وجاذبية وفاعلية.

هذه المزايا العديدة التي تتصف بها جائزة التميز العقاري، تعطى أصحاب المشروعات العقارية، بمختلف أنواعها، حافزا قويا لتطوير مشروعاتهم المحلية، من خلال توظيف أفضل الخيارات الهندسية المبتكرة وتطبيق أعلى معايير الجودة، حتى تتمكن مشروعاتهم من الدخول في التنافس للفوز بإحدى قطاعات هذه الجائزة.

وما يزيد من أهمية الجائزة وقيمتها العالية، أنها تمنح الجهات الفائزة فرصة ثمينة ونادرة، تتمثل في إمكانية عرض مشروعاتهم الفائزة على منصة شبكة FIABCI العالمية، التي تتضمن ما يزيد على أكثر من 120 جهة، من مختلف دول العالم، في قطاع العقارات، وهذه ميزة تفضيلية تعطي مشروعات القطاع الخاص، أبعادا عالمية، تتيح لهم بناء تحالفات وشراكات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وما يزيد من قيمة جائزة التميز العقاري «REA»، حرصها على تطبيق أعلى معايير الشفافية، والمصداقية، حيث تشرف عليها لجنة تحكيم دولية، بها مجموعة من الخبراء المتخصصين في منظومة قطاع العقار، على الصعيدين المحلي والعالمي.

*نائب رئيس الاتحاد الدولي للعقار بالمملكة