رغم أن المجموعة الشمسية تبدو مستقرة، إلا أن نهايتها حتمية، وإن كانت بعيدة. يتوقع العلماء أن تكون هذه النهاية عملية طويلة ومعقدة تمر بمراحل دراماتيكية، تبدأ بابتلاع الشمس للكواكب الداخلية وتنتهي بالفوضى والتفكك على مدى مليارات السنين.

الشمس تتحول إلى 'عملاق أحمر'

وفقًا للعلماء، ستستمر الشمس في حرق وقودها من الهيدروجين من خلال عملية الاندماج النووي لمدة 5 مليارات سنة قادمة. ولكن بعد نفاد هذا الوقود، ستدخل مرحلة من عدم الاستقرار.

سينهار قلبها، بينما يتمدد سطحها الخارجي بشكل هائل، لتتحول إلى نجم عملاق أحمر بارد ومنتفخ سيبتلع كوكب عطارد ثم الزهرة، وعلى الأرجح الأرض أيضًا.

وبحلول ذلك الوقت، ستكون الحياة على الأرض قد اختفت منذ زمن طويل. أما المريخ والكواكب الخارجية العملاقة فستنجو من هذه المرحلة، كونها تقع خارج نطاق التمدد الشمسي الهائل.

'القزم الأبيض' ونهاية الحياة

بعد حوالي مليار سنة من مرحلة العملاق الأحمر، ستتقلص الشمس إلى حجم الأرض وتتحول إلى 'قزم أبيض'، وهو ما تبقى من قلبها الكثيف والخافت للغاية. عند هذه النقطة، ستصبح المجموعة الشمسية مكانًا متجمدًا ومقفرًا.

يصف آلان ستيرن، العالم الرئيسي في مهمة 'نيو هورايزونز' التابعة لناسا، هذه المرحلة بأنها 'نهاية المجموعة الشمسية من منظور صلاحية السكن'.

ورغم ذلك، فإن هذا لا يعني تفككها بالكامل، حيث ستستمر كواكب مثل المشتري في الدوران حول هذا النجم الميت.

القزم الأبيض (White Dwarf): هو المرحلة النهائية في دورة حياة معظم النجوم، بما فيها الشمس. وهو عبارة عن قلب النجم المنهار والكثيف للغاية، والذي لم يعد ينتج طاقة عبر الاندماج النووي.

الفوضى الكونية والتفكك البطيء

على مدى فترات زمنية أطول بكثير، تصبح الأحداث النادرة أكثر احتمالًا. فمع غياب قوة الجاذبية الهائلة للشمس، ستصبح المجموعة الشمسية فوضوية بشكل متزايد.

وستزداد مخاطر تفككها نتيجة لاصطدامات كارثية أو مرور نجوم أخرى أو انفجارات 'سوبرنوفا' بالقرب منها.

ويوضح فريد آدامز، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة ميشيغان، أنه مع مرور تريليونات السنين، تتراكم احتمالات وقوع هذه الأحداث النادرة، مما سيؤدي في النهاية إلى تفكك ما تبقى من المجموعة الشمسية.

كما يفترض بعض العلماء أن الكون نفسه سينتهي من خلال ظاهرة نظرية تسمى 'اضمحلال البروتون'، والتي إذا حدثت، فإنها ستكون النهاية المطلقة لكل مادة.