ركزت على أكثر من 20 عضوًا معظمهم من الديمقراطيين والسود

استهدفت 'إسرائيل' سرًا أعضاء الكونجرس الأمريكي، في حملة تأثير نظمتها وموّلتها العام الماضي، حيث استخدمت حسابات مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لحثّ المشرعين الأمريكيين على دعم تمويل الجيش الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، وذلك وفقًا لمسؤولين ووثائق اطلعت عليها صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية.

وأوضحت الوثائق أن الحملة ركزت على أكثر من 20 عضوًا في الكونجرس، معظمهم من الديمقراطيين والسود، بما في ذلك النائب ريتشي توريس من نيويورك، والنائب هاكييم جيفريز زعيم الأقلية في مجلس النواب.

وبيّنت الوثائق أن الحملة بدأت في أكتوبر الماضي، ولا تزال نشطة على منصة 'إكس'، حيث تستخدم مئات الحسابات المزيفة، التي تنتحل شخصيات أمريكية حقيقية لنشر تعليقات مؤيدة لـ'إسرائيل'، وقد ركزت هذه الحسابات على أعضاء الكونجرس، وخاصة ذوي الأصول الإفريقية والديمقراطيين، مثل النائب هاكييم جيفريز، زعيم الأقلية في مجلس النواب من نيويورك، والسيناتور رافائيل وارنوك من جورجيا، حيث حثتهم المنشورات على الاستمرار في تمويل الجيش الإسرائيلي.

وكشفت 4 مصادر إسرائيلية مطلعة على الحملة، أن وزارة الشتات الإسرائيلية، وهي هيئة حكومية تهدف إلى ربط اليهود حول العالم بدولة 'إسرائيل'، هي من أصدرت الأمر بتنفيذ هذه الحملة السرية، وقد خصصت الوزارة نحو مليوني دولار لهذه العملية، واستعانت بشركة 'ستوك' للتسويق السياسي، التي تتخذ من تل أبيب مقرًا لها لتنفيذها.

وتأتي هذه الحملة في إطار جهود إسرائيلية أوسع لتعزيز دعم الرأي العام الأمريكي لسياساتها، خاصة خلال الحرب التي شنتها على غزة في مايو، وقد أكدت الوثائق أن الحملة ركزت على الترويج لثلاث رسائل رئيسية: أن 'إسرائيل' كانت تدافع عن نفسها ضد هجمات 'حماس'، وأنها بذلت جهودًا لحماية المدنيين، وأنها تستحق الدعم الأمريكي المستمر.

ورفضت وزارة الشتات الإسرائيلية التعليق على هذه الحملة، بينما لم تستجب شركة 'ستوك' لطلبات التعليق.

وأعرب أعضاء الكونجرس المستهدفون عن قلقهم إزاء هذه الحملة السرية، حيث قال السيناتور 'وارنوك': 'من المزعج للغاية أن نرى جهات أجنبية تحاول التأثير على أعضاء الكونجرس الأمريكي من خلال التضليل ونشر المعلومات المضللة'.

ويأتي الكشف عن هذه الحملة في وقت حساس، حيث من المقرر أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع للقاء الرئيس جو بايدن ومناقشة قضايا الأمن والدفاع، بما في ذلك الدعم الأمريكي لـ'إسرائيل'.