سجلت درجات حرارة سطح مياه البحر الأبيض المتوسط ارتفاعًا غير مسبوق في يونيو الماضي، نتيجة موجة حر بحرية شديدة، ما أثار تحذيرات من تهديد خطير لبعض الأنواع البحرية، وفقًا لعلماء أوروبيين.

ذكر برنامج 'كوبرنيكوس' الأوروبي لمراقبة التغير المناخي أن بياناته أظهرت أن حرارة سطح البحر في 22 يونيو تجاوزت المعدل الموسمي بأكثر من 5 درجات مئوية، في مؤشر واضح على شدة الموجة الحرارية البحرية التي اجتاحت الحوض الغربي للمتوسط، بما في ذلك البحر البلياري قبالة إسبانيا، والبحر التيراني قبالة سواحل إيطاليا الغربية.

وقال كريستوس سبيروس، الباحث في مركز أبحاث الفيزياء الجوية التابع لأكاديمية أثينا، إن المتوسط العام لدرجات حرارة البحر في يونيو كان أعلى بـ3 إلى 6 درجات مقارنة بمتوسط الفترة المرجعية بين عامي 1982 و2023.

وأضاف: 'لقد سُجلت درجات حرارة كنا نتوقعها عادة في منتصف أغسطس، وهو ما يجعل هذا العام استثنائيًا في تاريخ المتوسط'.

وحذر سبيروس من أن بعض الأنواع البحرية قد لا تتمكن من التكاثر أو البقاء في ظل هذا الارتفاع المتسارع في درجات الحرارة، خاصة إذا استمرت الموجة في التمدد خلال الأشهر المقبلة.

تأتي هذه الموجة في وقت تُصنف فيه أوروبا كأسرع قارات العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة، بمعدل يُعادل ضعف المعدل العالمي، مما يجعل موجات الحر تضرب القارة مبكرًا وتستمر لفترات أطول، بحسب بيانات 'كوبرنيكوس'.

وقد شهدت عدة دول أوروبية تدابير طارئة لمواجهة هذا الوضع، إذ حظرت بعض المناطق الإيطالية العمل في الهواء الطلق خلال أكثر ساعات النهار حرارة، وأغلقت فرنسا عشرات المدارس، بينما أكدت السلطات الإسبانية أن يونيو الماضي كان الأشد حرارة على الإطلاق في تاريخها.

وقال أحد سكان أثينا، ويدعى كريستوس (69 عامًا)، إنه لاحظ ارتفاع حرارة مياه البحر هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، مضيفًا: 'أزور هذا المكان منذ 11 عامًا، وأشعر أن البحر أصبح أكثر دفئًا في الصيف والشتاء على حد سواء'.