وجع غزة وفرحها والدروس المستفادة؛ لن تنتهي المعركة #عاجل

كتب د نبيل الكوفحي

…

قوبل توقف العدوان على غزة والابادة الجماعية عليها او كما يسمى الاتفاق على وقف اطلاق النار والحرب، بفرح حقيقي غامر لدى اهل غزة خاصة ولدى الشعوب العربية والإسلامية وكثير من شعوب العالم، ومواقف رسمية تعبر عن رغبة حقيقة وأخرى مجاملة لترامب تحديدا، وتباين واضح لدى الكيان الغاصب. وعموما وقف قتل الأبرياء أمر جيد. ولن أغوص في تفاصيل الاتفاق.

بالتأكيد كمسلمين لا نحب الاذى لأي مخلوق مالم يكن محاربا معتديا، فحرمة النفس الانسانية مقدسة كما جاء في قوله تعالى (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ). وجهاد الدفع في الإسلام يقوم على دفع المحتل وقتاله، وأهل فلسطين منذ قرابة مائة عام يقومون بهذا الواجب وتعرضوا لاسوأ احتلال في التاريخ وأظلمه.

نعيد التذكير ان صراعنا مع الاحتلال هو صراع عقائدي، وان عدونا يعلن ذلك صباح مساء من قادته السياسين والدينيين، وانها الارض الموعودة، وتطلعون إلى تحقيق مقولة ( ارضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل). وما فعلوه من قتل وتدمير لا يحرك فيهم إلا الرضى والتقرب إلى معبودهم حسب تلمودهم المحرف الذي ينص على ( اقتل الصالح من غير الإسرائيليين ومحرم على اليهودي أن ينجي أحدا من باقي الأمم من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيـــها لأنه بذلك يكـون حفظ حيــــــــــاة احد الوثنـــــــيين ). وما شاهده العالم من جرائم خير دليل على هذه العقائد المنحرفة.

لن تنتهي المعركة بعد، ففلسطين لا تتسع إلا لنا فقط، وان جنح لها الصهاينة بدعم أمريكي ( يقال ضغط) بسبب الخسارة الاستراتيجية الحقيقية التي لخصها ترامب يوم امس الخميس بقوله 'بيبي لا يمكن أن تحارب العالم'. فالخسارة في الأساطير التي أسست لمظلومية اليهود وأحقيتهم في ارض فلسطين وأعطتهم شرعية اخلاقية وسياسية وقانونية هي اخذه بالتراجع. وربما شاهدنا مئات الفيديوهات المسجلة للغربيين تعبر عن ذلك، وشاهدنا عشرات الملايين تخرج في الاف المظاهرات في معظم دول العالم وخاصة أمريكا وأوروبا، وتغلب النسبة المئوية المؤيدة للفلسطينين وحقهم في دحر الاحتلال وليس فقط وقف العدوان، كل ذلك من تحقيق قوله تعالى (ليسوؤا وجوهكم) ضرورة لمعركة قادمة لا محالة وليست بعيدة.

إذا كان عذر بعض دول العرب اننا لا نملك القوة لمجابهة العدوان والخطر الواقع، فاظن ان الجميع يدرك الان انهم جميعا مستهدفون، فلتبدأ كل الدول العربية بتحرير ارادتها السياسية والالتحام مع شعوبها، وبناء قدراتها العسكرية الذاتية كما تفعل تركيا، وعلى الاقل تنويع مصادر التسلح، والتوقف عن التطبيع وازالة حالة العداء الواقعة، فكلكم أعداء لا تستحقون الحياة بنظر الصهاينة، ومن يظن غير ذلك فليراجع كتاب الله وتاريخ اليهود وتلمودهم. وان غدا لناظره قريب. ووعد الله قائم لا يخلفه ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِير)