الثورة نت/..

نظّمت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة، اليوم، ورشة عمل لتدشين العمل في سلاسل القيمة للمحاصيل والمنتجات الزراعية والحيوانية، ضمن خطة العام 1447هـ، والتي تستهدف 13 مديرية نموذجية في المحافظة.

هدفت الورشة، بإشراف وزارتي الإدارة والتنمية المحلية والريفية، والزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، وبتمويل من وحدة التمويل الزراعي والسمكي، إلى تعريف شركاء التنمية من الجهات الحكومية والمجتمعية والقطاع الخاص بخطة العمل وآليات تنفيذها، ضمن رؤية متكاملة لتحقيق الأمن الغذائي وتنمية الإنتاج المحلي.

وتناولت الورشة عرضا توعويا مرئيا حول مفاهيم سلاسل القيمة الزراعية، تخلله شرح لأسس العمل التنموي وآليات التدخل في 26 صنفا زراعيا وغذائيا، شملت الألبان، السمسم، الذرة الشامية، الطماطم، البقوليات، والقطن، إضافة إلى استعراض الجهات الداعمة والمساندة وخطط التنسيق والتنفيذ.

وفي الورشة أكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، أن الورشة تمثل محطة انطلاق لتنفيذ خطة متكاملة تهدف إلى النهوض بالقطاع الزراعي والحيواني في المحافظة، من خلال تفعيل سلاسل القيمة، وتعزيز المشاركة المجتمعية والقطاعية في مراحل الإنتاج والتسويق.

وأشار إلى أن محافظة الحديدة تمتلك مقومات كبيرة تؤهلها لتكون رافدا محوريا في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، مؤكدا أن المشروع سيسهم في تحريك عجلة التنمية الريفية، وخلق فرص عمل، ورفع كفاءة الموارد المحلية إذا تم تنفيذه بالشكل المطلوب.

ولفت عطيفي إلى أن السلطة المحلية تضع هذا المشروع ضمن أولوياتها لهذا العام، وستتابع عن كثب تنفيذ مراحله في المديريات المستهدفة، مشددا على أهمية العمل المؤسسي المنظم، وتكامل الأدوار بين الجهات الحكومية والمجتمعية والمانحين.

ونوّه محافظ الحديدة، إلى ضرورة تفعيل دور الجمعيات الزراعية والاتحادات التعاونية في إنجاح سلاسل القيمة، داعيا إلى الاهتمام بعمليات ما بعد الإنتاج كالتعبئة، والتغليف، والنقل، والتسويق، بما يضمن تحسين العائدات وجودة المنتجات.

من جانبه، أشار وكيل أول المحافظة أحمد البشري إلى أن الورشة تشكل نقطة بداية حقيقية لتطبيق نموذج تشاركي بين مختلف الأطراف، بما يعزز الأداء التنموي ويرفع من كفاءة العمل المحلي في القطاعين الزراعي والحيواني.

وأوضح أن المشروع يمثل ترجمة عملية لتوجهات الرؤية الوطنية في مضاعفة الإنتاج المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال استهداف المحاصيل ذات الأولوية ورفع جودة المنتجات وتحسين سبل تسويقها.

وأكد البشري أن السلطة المحلية لن تدخر جهدًا في تسهيل مهام الجهات المنفذة، داعيا إلى مواصلة التنسيق وتكثيف المتابعة الميدانية وتقييم الأداء وفق مؤشرات واضحة، لتحقيق الأثر التنموي المطلوب في مختلف المديريات المستهدفة.

بدوره أوضح مسؤول تنمية الانتاج الزراعي المهندس سمير الحناني، أن سلاسل القيمة المستهدفة في محافظة الحديدة تم إعدادها وفق معايير فنية وتنموية دقيقة، تراعي خصوصية كل مديرية واحتياجاتها الإنتاجية، وذلك بما يضمن تحسين جودة المحاصيل وتحقيق عوائد مجزية للمزارعين.

وأشار إلى أن الوزارة تعول على دور شركاء التنمية في إنجاح خطة العام 1447هـ، داعيا إلى تنفيذ البنود المحددة لكل جهة بحسب اختصاصها، ومؤكدا أن الوزارة ستتابع التنفيذ وتقيمه بشكل دوري بالتنسيق مع الجهات المحلية لضمان تحقيق الأثر الفعلي على الأرض.

وخلال الورشة قدم رئيس المؤسسة الاقتصادية اليمنية علي حميد، عرضا موجزا عن أنشطة المؤسسة ودورها في دعم مجالات الإنتاج المحلي والخدمات ذات الصلة بالزراعة والصناعات الغذائية.

كما تحدث مدير مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة، محمد هزاع، عن آلية العمل في التمكين الاقتصادي للفئات المستهدفة ضمن المشروع، مؤكدا استعداد الزكاة للمشاركة في توفير الموارد والدعم اللوجستي والتمويلي بما يسهم في استدامة سلاسل القيمة.

فيما استعرض مدير إدارة المبادرات المجتمعية بالمحافظة، أحمد هيج، دور الجمعيات المحلية في إنجاح برامج التنمية الريفية، مشيرا إلى أهمية التنسيق الميداني، واستيعاب خطط سلاسل القيمة ضمن أنشطة المجتمع المدني لتحقيق فاعلية أكبر.

وشهدت الورشة جلسات نقاشية موسعة بمشاركة رئيس هيئة تطوير تهامة علي هزاع ومدير وحدة التمويل الزراعي يحيى الوادعي وعدد من ممثلي الجهات المعنية وشركاء التنمية، تم خلالها مناقشة الأدوار، وتحديد آليات التنسيق والتكامل، وجدولة مراحل المتابعة والتقييم.

وركزت الورشة التي أدار جلساتها شمسان النمير وخالد الشاحذي، على التأكيد على المضي في تنفيذ خطة العام 1447هـ، والتقيد بمراحل المشروع وفق الآليات المعتمدة، بما يسهم في تعزيز الإنتاج المحلي وترسيخ أسس التنمية المستدامة في محافظة الحديدة.