اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023، أطلقت جماعة أنصار الله( الحوثيين) سلسة من الهجمات المناصرة للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، التي ردت بدورها بشن ضربات جوية على مواقع متعددة داخل اليمن.
ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة' سند' للتحقق الإخباري التابعة لشبكة الجزيرة، نفذت جماعة الحوثيين 137هجوما على مدن إسرائيلية، باستخدام صواريخ بالستية وفرط صوتية ومجنحة وطائرات مسيرة، خلال الفترة ما بين 31 أكتوبر تشرين الأول 2023، و5 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، بمعدل يقارب هجوما واحدا كل خمسة أيام على مدى أكثر من 700يوم.
في المقابل، واصلت إسرائيل ضرباتها تجاه البنية التحتية في مناطق سيطرة الحوثيين، مستهدفة منشآت مدنية حيوية، ما أدى إلى مقتل عشرات السكان، وتوقف مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، إضافة إلى تضرر محطات الكهرباء.
وفي 17أكتوبر الجاري، أعلن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل نفذت أكثر من ثلاثة آلاف غارة وقصف بحري على اليمن خلال نحو عامين مؤكدا أن تلك الضربات فشلت في تدمير القدرات الصاروخية لديهم أو الحد من عملياتهم.
وقال عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز إن:' العدو الأمريكي ومعه البريطاني والإسرائيلي سعى لتدمير قدراتنا الصاروخية والطيران المسير، لكنه فشل فشلا ذريعا، وسقطت هيبته بإسقاط طائراته المتطورة'.
كما قلل من آثار تلك الغارات قائلا:' الأعداء لم ينجحوا لا في تدمير القدرات، ولا في الضغط علينا للتوقف عن عملياتنا المساندة لغزة'.
وفي 9 أكتوبر الجاري، أعلن محمد الفرح عضو المكتب السياسي لأنصار الله أن الجماعة ترحب بأي اتفاق يحافظ على ثوابت القضية الفلسطينية ويخفف معاناة الشعب الفلسطيني، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في اليوم التالي بحسب ما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد عبد الملك الحوثي في 16 أكتوبر الجاري خلال كلمة متلفزة على قناة المسيرة، أن جماعته في جاهزية دائمة لاستئناف العمليات العسكرية إذا عاد العدو الإسرائيلي إلى العدوان على غزة.
وبينما خيم الهدوء في قطاع غزة، يعيش اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين تداعيات الحرب الإقليمية التي خلفت مئات الضحايا ودمارا واسعا في البنية التحتية، وسط تساؤلات متزايدة حول:' انعكاس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على اليمنيين في تلك المناطق؟ وهل يؤدي إلى بداية انفراج أمني وإنساني أم مجرد هدنة مؤقتة؟
يمنح الاعتزاز الوطني والهدوء النسبي
ويرى الصحفي محمد جمال الطياري أن:' اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يأتي بعد شهور من العدوان الدموي الذي خلف آلاف الضحايا -ودماراً هائلاً- ليشكّل محطةً مؤقتة في صراع طويل لم يُحسم بعد'.
وأضاف لـ' المهرية نت' أن:' في صنعاء، يُنظر إلى هذه الهدنة من زاويتين: إنسانية تُرحب بوقف نزيف الدم، وسياسية تؤكد أن ما تحقق هو ثمرة لصمود المقاومة ودعم الشعوب الحرة، وفي مقدمتها اليمن'.
وأوضح الطياري بأن' موقف صنعاء منذ البداية كان واضحاً وثابتا بالوقوف إلى جانب فلسطين حتى آخر لحظة'. معتبرا ذلك' موقفاً مبدئياً نابعاً من قناعة راسخة بأن قضية الأمة لا تتجزأ، وأن معركة القدس هي معركة الكرامة لكل عربي ومسلم'.
وأشار إلى أن ' اليمنيين يرون في هذا الاتفاق انتصاراً معنوياً للمقاومة، ودليلاً على أن صمود الشعوب قادر على فرض إرادتها مهما طال العدوان، فالهدنة لم تأتِ من فراغ، بل من واقع الميدان وضغط الإرادة الشعبية التي قاومت الحصار والدمار بإيمانٍ لا يلين'.
وحول التوقعات المستقبلية يقول الطياري أنها، متباينة بحسب نوع المدى: فـ على المدى القريب، يُتوقع أن تُخفف الهدنة مؤقتاً من معاناة المدنيين في غزة، وتمنح المنطقة فترة هدوء نسبي، وقد ينعكس ذلك في صنعاء بقدر من الارتياح الشعبي والاعتزاز الوطني، بعد أن شعر اليمنيون أن موقفهم لم يكن عبثياً بل مؤثراً في الوعي الجمعي للأمة'.
ولفت إلى أن ' بعض الأطراف الإقليمية قد تستغل هذه المرحلة سياسيا لإعادة ترتيب أوراقها، بينما ستسعى صنعاء إلى تأكيد أن دعمها للقضية ليس رهينة لحسابات دولية بل مبدأ استراتيجي لا يتغير بتغير الموازين'.
وواصل ' أما على المدى البعيد، فالهدنة قد تكون فرصة لإعادة بناء الموقف العربي من جديد، بوجهٍ أكثر استقلالية وعدلاً، يقوده وعي الشعوب لا إرادة الخارج'.
ومضى قائلا:' صنعاء وهي تنظر إلى ما بعد الهدنة، تؤكد أن الوقوف مع فلسطين لا يتوقف عند وقف النار، وأن العدالة لا تتحقق إلا بزوال الاحتلال وعودة الحقوق إلى أصحابها، ومهما كان ثمن التضحيات، يبقى الإيمان بأن قضية الأمة ستظل حية في وجدان اليمنيين، لأن من عرف معنى الألم والدمار لا يمكن أن يصمت أمام مظلومية الآخرين'.
انعكاس مباشر
بدوره، يقول المواطن أبو يحيى 35 عاما إن:' اليمن جبهة مساندة لقطاع غزة بشكل مباشر، وأي اتفاق بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية سينعكس على اليمن، سواء بالتوقف عن إطلاق النار أو مواصلته'.
وأضاف لـ' المهرية نت' أن:' الحرب إذا توقفت بشكل نهائي في قطاع غزة بكل تأكيد الحياة في اليمن ستعود لمجراها الطبيعي، والحصار سوف يرفع عن اليمنيين والعدو الصهيوني سيقف عن ممارسات ضرباته خاصة مع توقف الجماعة والسماح بمرور السفن'.
وتابع' لكن إن خرق العدو الصهيوني الاتفاق ستعود الحرب، وبشكل كثيف، وسوف يتضرر المدنيين بكل تأكيد من ضربات إسرائيل العشوائية، خاصة مع استمرار الضربات الموجعة لها من قبل جماعة أنصار الله'.
واختتم حديثه بالقول:' نتمنى أن يتحقق السلام في اليمن، وأن يزول العدو الصهيوني، ويعود الفلسطينيون إلى أراضيهم المحتلة، حتى ينعم اليمن وغيره بالسلام'.