في مشهد يبرز تاريخ الزراعة في تركيا، تواصل أشجار الفستق المعمّرة، التي يصل عمر بعضها إلى 500 عام، إنتاج ثمارها الوفيرة في ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي البلاد.

وتُعد شانلي أورفا من أبرز الولايات التركية المنتجة للفستق الذي يُستخدم على نطاق واسع في صناعة البقلاوة والشوكولاتة والحلويات والمعجنات والمأكولات المختلفة.

ويعود تاريخ زراعة الفستق في هذه المنطقة المعروفة بمياهها الوفيرة وشمسها الساطعة وتربتها الخصبة إلى قرون بعيدة.

وبينما يبلغ متوسط إنتاج أشجار الفستق العادية نحو 50 كيلوغراماً من الثمار، يمكن أن يصل إنتاج الأشجار الكبيرة إلى ثلاثة أضعاف هذه الكمية.

وفي الأراضي الزراعية التابعة لمنطقة 'أسمقولو' التابعة لقضاء قره كوبرو، توجد 183 شجرة فستق تاريخية يقدّر عمرها بنحو 500 عام، وتجاوزت سماكة جذوعها ثلاثة أمتار.

- زراعة الفستق تعود إلى ما قبل الميلاد

وفي حديث للأناضول، قال البروفيسور عزت أتشار، عضو هيئة التدريس في كلية الزراعة بجامعة حران، إن تاريخ زراعة الفستق في المنطقة قديم جدا.

وأضاف أن إجمالي إنتاج تركيا من الفستق يقارب 400 ألف طن سنويا.

وأوضح أتشار أن 'شجرة الفستق تُثمر سنة وتستريح في السنة التالية، وتنتج شانلي أورفا وحدها نحو 200 ألف طن سنويا، مما يجعلها من أهم مناطق الإنتاج في البلاد'.

وأشار إلى أن منطقة أعالي نهر الفرات، الممتدة من أسفل سد أتاتورك حتى الحدود السورية، شهدت زراعة الفستق منذ ما قبل الميلاد.

وقال: 'لدينا أشجار فستق يتراوح عمرها بين 450 و500 عام مسجلة كأشجار أثرية. وقد سجّلنا في قضاء خلفتي شجرة عمرها 475 عاماً ضمن هذا التصنيف'.

- إنتاج أوفر وطعم ألذ

من جانبه، أوضح مسلم تشوبان، أحد سكان منطقة أسمقولو، أن هذه الأشجار تمثل إرثا عائليا ثمينا تركه الأجداد.

وأضاف: 'نحصل من الأشجار بعمر 50 عاما على نحو 50 كيلوغراما من الفستق، بينما تعطينا الأشجار الكبيرة ما يصل إلى 150 كيلوغراما، وكلما تقدمت في العمر ازدادت جودة المحصول ونكهته'.

أما المزارع أنور تشليك، فأكد أنهم يعملون على حماية هذه الأشجار التاريخية لضمان بقائها.

وأوضح أن أسلافهم زرعوها قبل مئات السنين في صفوف منتظمة، وأنهم فخورون بما تحققه من إنتاج وفير حتى اليوم.