أبو زيد: أربعة ملفات نحو التهدئة في الأمتار الأخيرة من 2025

خاص – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن المنطقة تقف أمام مرحلة تبريد لثلاثة ملفات رئيسة في الأمتار الأخيرة من عام 2025 خلال شهر كانون الأول المقبل، مرجحًا أن تشهد الساحة الإقليمية هدوءًا محسوبًا يمنع الانزلاق نحو أي مواجهة واسعة.

الملف اللبناني: تهدئة مرجّحة قبل زيارة البابا

وأوضح أبو زيد أن لبنان يتجه نحو مرحلة تهدئة واضحة الشهر المقبل، إذ لا يُتوقع أن يُقدم الاحتلال الإسرائيلي على أي تصعيد عسكري، لعدة أسباب أبرزها:

الزيارة المرتقبة للبابا إلى لبنان،

تزامن الفترة مع الأعياد المسيحية،

الخشية الإسرائيلية من أن يؤدي أي عمل عسكري خلال هذه المناسبة إلى مزيد من العزلة الدولية.

وأضاف ابو زيد ل الأردن ٢٤ أن المعلومات الواردة عبر وكالات الأنباء بشأن رسالة وزير الخارجية الإيراني إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبيل زيارته واشنطن، تشير إلى أن طهران دفعت بالرياض إلى مسار وساطة مع الولايات المتحدة، بعيدًا عن الرؤية الإسرائيلية الساعية للحصول على ضوء أخضر أمريكي لتنفيذ عمل عسكري ـ ولو محدود ـ ضد إيران قبل نهاية العام.

وبذلك، يرجّح أبو زيد أن شهر 12 سيمر دون أي تصعيد تجاه إيران.

ملف غزة: شهر ترتيبات لتطبيق القرار 2803

أما فيما يخص ملف غزة، وهو الأبرز على الطاولة الدولية، فيتوقع أبو زيد أن يمر الشهر القادم دون تصعيد عسكري كبير، خصوصًا بعد القرار الأمريكي الذي اكتسب شرعية دولية من خلال تمريره بأغلبية في مجلس الأمن.

ويشير إلى أن شهر كانون الأول سيكون مرحلة تنفيذية لترتيبات القرار الأمريكي 2803، ما يعني أنّ واشنطن ستعمل على فرملة أي اندفاعة إسرائيلية نحو عمليات عسكرية واسعة في جبهات التوتر.

الملف الأوكراني: مقايضة روسية – أمريكية تفتح باب التفاوض

وفي ما يتعلق بالملف الأوكراني، يرى أبو زيد أن التطورات الأخيرة في مجلس الأمن كشفت عن مقايضة روسية أمريكية؛ إذ طُرح مشروع قرار روسي بشأن غزة في مواجهة المشروع الأمريكي، ورغم عدم تمرير المشروع الروسي، امتنعت موسكو عن استخدام الفيتو ضد القرار الأمريكي، واكتفت بالامتناع عن التصويت.

هذا السلوك، وفق أبو زيد، يُظهر أن صفقة سياسية تمت بين موسكو وواشنطن، قد تدفع باتجاه زخم دبلوماسي لإعادة فتح المسار التفاوضي الروسي–الأوكراني خلال شهر 12، بدلًا من التركيز على الزخم العسكري.

كما قد تجد أوكرانيا نفسها أمام تنازلات قسرية نتيجة تقارب روسي–أمريكي مقابل تباعد أمريكي–أوكراني في المرحلة المقبلة.