يشهد الكونغرس الأمريكي حالة جمود سياسي حاد بشأن ملفي الرعاية الصحية والإنفاق، الأمر الذي يعرقل تمرير الميزانية المؤقتة قبل بدء العام المالي الجديد غدًا الأربعاء، ويهدد بإغلاق الحكومة الأمريكية للمرة الأولى منذ سبع سنوات.

ويخشى آلاف الموظفين الحكوميين من توقف رواتبهم أو فقدان وظائفهم، في حال لم يُصادق مجلس الشيوخ قبل منتصف ليل اليوم الثلاثاء على مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب لتمديد تمويل الحكومة سبعة أسابيع إضافية، إلى حين الانتهاء من مناقشة مشروع قانون الإنفاق السنوي.

اقرأ أيضًا: الدولار يتراجع بفعل مخاوف الإغلاق الحكومي في أمريكا

ويتمسك الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بعدم التصويت لصالح المشروع ما لم يوافق الجمهوريون على تمديد برنامج الرعاية الصحية إلى جانب مطالب أخرى، بينما يرفض الرئيس دونالد ترامب وحزبه الدخول في مفاوضات، مؤكدين أن مشروع القانون مبسط وخالٍ من نقاط الخلاف. وحتى الآن لم تتضح مؤشرات على احتمال تغيير أي من الطرفين موقفه قبل حلول الموعد النهائي مساء اليوم.

وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أمس الاثنين، عقب لقائه مع ترامب في البيت الأبيض دون تحقيق تقدم يُذكر: 'الآن الكرة في ملعب الرئيس. بإمكانه تفادي إغلاق المؤسسات الحكومية إذا أقنع قادة الحزب الجمهوري بالموافقة على مطالبنا'.

في المقابل، صرح نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس، الذي حضر اللقاء، قائلاً: 'أعتقد أننا على وشك دخول أزمة إغلاق، لأن الديمقراطيين لن يتصرفوا بحكمة'.

اقرأ أيضًا: الإحصاء: 6.8% معدل بطالة السعوديين خلال الربع الثاني 2025

ويُعد الجمود السياسي بشأن الإنفاق أمرًا شائعًا في واشنطن، غير أن التعثر الحالي يأتي في وقت يعتبر فيه الديمقراطيون أن لديهم فرصة نادرة لاستغلال نفوذهم لتحقيق أهدافهم السياسية، بينما يترقب ناخبوهم مواجهة مباشرة مع ترامب.

ومن المتوقع أن يحتاج الجمهوريون، الذين يملكون أغلبية 53 مقعدًا مقابل 47 للديمقراطيين، إلى ثمانية أصوات إضافية على الأقل من المعارضة لتمرير مشروع القانون بأغلبية 60 صوتًا، خصوصًا مع إعلان السيناتور الجمهوري راند بول من ولاية كنتاكي رفضه للمشروع.