اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
غزة- محمد أبو رزق- الخليج أونلاين
توريد هذا الطراز المتطور إلى السعودية سيحدث تحولاً كبيراً في موازين القوى الإقليمية.
مع اقتراب بيع الولايات المتحدة طائرة 'إف-35' للسعودية، برز قلق متزايد في الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، التي ترى في ذلك تهديداً مباشراً لمبدأ 'التفوق العسكري النوعي' الذي تحرص تل أبيب على الحفاظ عليه منذ عقود، بضمانات أمريكية.
يوجد لدى 'إسرائيل' غضب واضح من الصفقة الأمريكية السعودية، لأنها ترى في ذلك منافسة لهيمنتها العسكرية، لكن الواقع الاستراتيجي الجديد يفرض معادلات أكثر تعقيداً، وستكون واشنطن مضطرة للموازنة بين تعزيز تحالفاتها في الخليج، وطمأنة 'إسرائيل' في آنٍ معاً.
وظهر القلق الإسرائيلي من خلال تحذير لجيش الاحتلال من تداعيات بيع الولايات المتحدة مقاتلات 'إف-35' إلى السعودية، لكون ذلك قد يضعف التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
وأظهرت وثيقة صادرة عن سلاح الجو الإسرائيلي قدمت إلى القيادة السياسية، أن تفوق 'إسرائيل' الجوي في الشرق الأوسط يعتمد بشكل أساسي على احتفاظها الحصري بطائرات الجيل الخامس الشبحية.
وأكد مسؤولو سلاح الجو أن القدرات المتقدمة لمقاتلات 'إف-35' في مجالات الكشف ومعالجة البيانات والأنظمة الشبكية تمنح تل أبيب أفضلية غير مسبوقة مقارنة بأي دولة إقليمية أخرى، بحسب ما نقلت صحيفة 'واي نت' العبرية.
وتوضح الوثيقة أن 'تنفيذ العمليات بعيدة المدى بواسطة أسطول طائرات (أدير) الإسرائيلية يستند إلى هذه الحصرية، إذ يتيح تنفيذ مهمات سرية على مسافات طويلة خارج الحدود، وترى التقييمات أن امتلاك السعودية للطائرة نفسها قد يحد من هذا التفوق العملياتي'.
وحذر التقرير أيضاً من أن شراء الرياض لأسراب من هذه المقاتلات من شركة 'لوكهيد مارتن' قد يشغل خطوط إنتاج رئيسية، ما قد يؤدي إلى تأخير الطلبيات الإسرائيلية وتعطيل خطط التحديث في سلاح الجو.
إلى جانب هذه الوثيقة، تريد 'إسرائيل' عرض نقاشات أكثر من الولايات المتحدة قبل تنفيذ الصفقة مع السعودية في محاولة لضمان التوازن، وعدم خروج التفوق الجوي في الشرق الأوسط من يدها.
وحول ذلك، نقلت القناة الـ '12' العبرية عن مسؤول كبير في البيت الأبيض تأكيده، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملتزمة بقانون ينص على أن الولايات المتحدة ستحافظ على التفوق النوعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط ولن تنكث بهذا الوعد'.
وترتكز دولة الاحتلال في محادثاتها مع إدارة ترامب على القانون الذي أقره الكونغرس عام 2008، والقاضي بالتزام الولايات المتحدة بالحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.
القناة العبرية أظهرت أيضاً أنه وحتى بعد إتمام صفقة المقاتلات 'لا يزال أمام المملكة الكثير من العقبات وستمر سنوات طويلة قبل وصول أول طائرة إلى السعودية'.
ولدى دولة الاحتلال، وفق المسؤول الأمريكي، متسع من الوقت للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الصفقة و'التعويض الأمني' الذي سيحصل عليه الجيش الإسرائيلي.
القناة بينت أنه إذا مضى الاتفاق بين واشنطن والرياض قدماً دون هذا الرابط، 'فستفقد إسرائيل إحدى أهم أدوات الضغط على المملكة لتطبيع العلاقات'.
الخبير العسكري يوسف الشرقاوي يؤكد أن 'إسرائيل' هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك حالياً مقاتلات من طراز 'إف-35'، موضحاً أن توريد هذا الطراز المتطور إلى السعودية سيحدث تحولاً كبيراً في موازين القوى الإقليمية، وقد يؤثر على التفوق العسكري النوعي الذي تريده تل أبيب دائماً.
وأوضح الشرقاوي، في حديثه لـ'الخليج أونلاين'، أن 'الحفاظ على هذا التفوق يعد جزءاً من تفاهمات راسخة بين (إسرائيل) والإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء الجمهورية أو الديمقراطية، خلال العقود الأخيرة'.
وفي حديثه عن أسباب الغضب الإسرائيلي، قال الشرقاوي: 'هذه المقاتلة تعد من أكثر الطائرات تطوراً في العالم، إذ تمنح من يمتلكها قدرات استخباراتية وهجومية متقدمة، وكانت 'إسرائيل' الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، ما عزز من قدرتها على الردع والتفوق في أي مواجهة إقليمية'.
ويشير إلى أن حصول السعودية على هذه الطائرات يُخلّ بموازين القوى التقليدية التي لطالما ضمنت التفوق الإسرائيلي، خاصة أن المملكة تمتلك إمكانات مالية وتقنية ضخمة تمكنها من تطوير قدراتها بدعم غربي.
ويضيف الشرقاوي أن تل أبيب، 'رغم تقاربها مع بعض الدول الخليجية، لا تزال تنظر بحذر لأي تغيرات محتملة في الأنظمة العربية، وتخشى أن تستخدم القدرات العسكرية المتقدمة ضدها في المستقبل'.
وفيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية السعودية، لفت الشرقاوي إلى أن التحالف بين البلدين يزداد صلابة، مشيراً إلى أن 'إسرائيل كانت تمارس سابقاً ضغوطاً لعرقلة صفقات السلاح الأمريكية للدول العربية، لكنها قد لا تنجح هذه المرة لأسباب عدة، من بينها أن الصفقة قد تربط بالتطبيع، إذ قد تستخدم واشنطن بيع المقاتلات كورقة لتعزيز اتفاق سعودي إسرائيلي مستقبلي'.
وذكر أن هناك توازنات استراتيجية جديدة، 'حيث تنظر الولايات المتحدة إلى السعودية كشريك محوري في مواجهة إيران والصين وروسيا، وهو ما قد يتجاوز الاعتراضات الإسرائيلية، إضافة إلى احتمال تقديم ضمانات أمريكية لتل أبيب، عبر دعم عسكري إضافي أو تعديلات تقنية على النسخ الموجهة للسعودية، بما يضمن استمرار التفوق النوعي لدولة الاحتلال'.










































