سجّل البحر الأبيض المتوسط، يوم الاثنين، أعلى متوسط حرارة سطحية له على الإطلاق خلال شهر يونيو، حيث بلغ 26.01 درجة مئوية، بحسب بيانات 'كوبرنيكوس' الأوروبية التي حللتها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.

وتشير التقديرات إلى أن أجزاءً واسعة من الحوض تشهد درجات حرارة أعلى من المعدلات الموسمية بنحو 5 إلى 10 درجات فهرنهايت، بل وتتجاوزها محليًا.

وأوضح تيبو غينالدو، الباحث في مركز دراسات الأرصاد الجوية عبر الأقمار الصناعية في لانيون كوت دارمور، أن 'هذه الدرجة لم تُسجَّل من قبل في يونيو على مستوى كامل الحوض'، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

وتُظهر بيانات الأقمار الصناعية استمرار درجات حرارة سطح البحر في تجاوز المستويات القياسية منذ بداية يونيو، حيث وصلت في بعض المناطق إلى 28.9 درجة مئوية (84°F)، وهو رقم غير مسبوق في هذا الوقت من السنة. وسبق أن تم تسجيل هذا الرقم القياسي العام الماضي في أغسطس.

ويقول العلماء إن هذه الظاهرة ليست فقط مدعاة للقلق بسبب تحطيم الأرقام، بل لأنها تأتي ضمن نمط متكرر من درجات الحرارة المرتفعة المستمرة منذ عام 2022، ما يضاعف من احتمالات الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر، والفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات.

عوامل متعددة وتأثيرات بعيدة المدى

بحسب عالم المحيطات جوستينو مارتينيز من معهد علوم البحار، فإن هذه الظاهرة تُعد 'أكثر إثارة للقلق من الأرقام اليومية'، موضحًا أن استمرار ارتفاع حرارة سطح البحر يعزز اضطرابات الطقس، ويغذي العواصف والأعاصير في المنطقة.

ووفق تقرير نشرته Fox Weather وشبكة France24، فإن البحر الأبيض المتوسط يشهد شذوذات حرارية متزايدة تهدد بالتأثير على طقس جنوب أوروبا وشمال أفريقيا، وسط رطوبة عالية قد تزيد من مؤشرات الحرارة وتجعل من الصعب على البشر التكيف.

ورغم أن البحر الأبيض المتوسط لا يحتوي على شعاب مرجانية استوائية واسعة، إلا أنه يضم تكوينات بيئية فريدة مهددة بالتدهور، إلى جانب آثار سلبية محتملة على الصيد، والتنوع البيولوجي، والسياحة.

الاستجابة العالمية والقلق من المستقبل

أشارت دراسة أوروبية إلى أن نحو 20% فقط من الأسر الأوروبية يمكنها الوصول إلى التكييف، ما يزيد من خطورة موجات الحر المتوقعة في المستقبل.

ويدرس علماء المناخ ما إذا كانت الظواهر الحالية ستؤثر على موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي، كما حدث في عام 2003.

في ظل هذه المؤشرات، يُجمع الخبراء على ضرورة التحرك العاجل عالميًا، خاصة في تطوير حلول للمدن الساحلية والمجتمعات المتضررة، مثل المنازل العائمة أو نظم إنذار مبكر، إلى جانب مواصلة خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.