اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٠ أيلول ٢٠٢٤
تقف قلعة الطابية في مدينة القصير كشاهدٍ حي على التاريخ العثماني في مصر، إذ يعود تاريخ إنشائها إلى عهد السلطان العثماني سليم الثاني، الذي أمر ببنائها بعد توصية من والي مصر سنان باشا لحماية القوافل التجارية وقوافل الحجاج المارة عبر الطرق البرية المؤدية إلى ميناء القصير.
هذه القلعة، التي أطلق عليها اسم 'الطابية'، والتي تعني بالتركية 'القلعة الحصينة'، لعبت دورًا محوريًا في تأمين الحدود المصرية خلال العصر العثماني، وبقيت على مر السنين رمزًا للقوة العسكرية والدفاعية.
تم بناء قلعة القصير عام 979 هـ (1571 م) بعد أن تزايدت الاعتداءات على القوافل التجارية والحجاج، حيث كانت تتعرض للسرقة والنهب من قبل قطاع الطرق.
هذه الحوادث أجبرت أهالي القصير على هجر المدينة، ما أدى إلى تعطيل إرسال المؤن إلى الحجاز عبر ميناء القصير.
دفع هذا الوضع والي مصر سنان باشا إلى طلب إذن من السلطان العثماني سليم الثاني لإنشاء القلعة بهدف حماية المدينة واستعادة دورها الاستراتيجي.
تقع قلعة القصير على هضبة مرتفعة من الحجر الجيري، وتحيط بها مجموعة من التلال المكونة من زلط مستدير الشكل.
وصف المسيو دي بوا – إيميه، أحد رجال الحملة الفرنسية على مصر، القلعة خلال زيارته للمدينة في عام 1799 بأنها قلعة ذات أبراج قوية وجدران سميكة، ويضم بئرًا مياهه مالحة تستخدم لري الماشية.
كما أشار إلى وجود خزان مائي خارج القلعة كان يُستخدم لتجميع مياه الأمطار، لكنه لم يعد موجودًا حاليًا.
شهدت قلعة القصير أحداثًا هامة خلال تاريخها، أبرزها:
كانت القلعة موطنًا لحامية عسكرية قوامها حوالي 67 جنديًا خلال العهد العثماني.
واستمرت القلعة في لعب دورها الدفاعي لعقود، حيث شكّلت حاميًا للمدينة والميناء من الهجمات الخارجية وضمانًا لأمن القوافل التجارية والحجاج.
تظل قلعة الطابية بالقصير إحدى أبرز المعالم التاريخية في مصر، تحمل في جدرانها آثار حقبة عثمانية مليئة بالأحداث المهمة.
هذه القلعة التي بُنيت لحماية المدينة وتجارتها، تظل رمزًا للقوة والصمود عبر العصور، وتذكيرًا بموقع القصير الاستراتيجي على خريطة التجارة والحجاج في المنطقة.