تجربة تعليمية تُجسّد محاور STEM وتُطلق العنان لإبداع الطلبة

نظّمت المدرسة البريطانية بالكويتBSK السباق النهائي لمشروع «فورمولا 1 في المدارس» (F1 in Schools)، ضمن فعالية متميزة جمعت بين الحماس، والإبداع، والتعلّم العملي، بمشاركة فرق من الطلبة الذين عملوا على مدار العام الدراسي لتصميم وتصنيع سيارات «فورمولا 1» مصغّرة، واختبارها في مضمار يحاكي الواقع.

هذا المشروع يأتي ضمن منهاج دولي متخصص يندرج في برنامج (STEM) الذي يشمل مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويُعدّ من أكثر المبادرات التعليمية شمولاً وتكاملاً في ربط المفاهيم النظرية بالتطبيق العملي. من خلاله، يعمل الطلبة ضمن فرق متعددة التخصصات لتصميم سيارة سباق مصغّرة باستخدام برامج تصميم هندسي احترافية مثل Fusion 360، ثم يتم تصنيع السيارة باستخدام أدوات وتقنيات حديثة كآلات القطع الرقمية (CNC).

ولا يقتصر المشروع على الجانب التقني، بل يمتد ليشمل الهوية البصرية والتسويق وإدارة المشاريع، إذ يتعلّم الطلبة كيفية بناء علامة تجارية لفريقهم من خلال تصميم الشعار، واختيار الألوان، وتصميم المواد الدعائية والأزياء، وصولاً إلى تجهيز «جناح العرض» (Pit Booth) الذي يعكس صورة الفريق وشخصيته.

كما يتدرّب الطلبة على إعداد خطابات الرعاية وتأمين التمويل، حيث يقومون بصياغة رسائل رسمية، والتواصل مع جهات خارجية للحصول على دعم مادي يُستخدم لتغطية تكاليف المشروع وشراء المعدات والبضائع الدعائية. وتُعدّ هذه التجربة فرصة مميّزة لتعزيز مهارات التواصل، وتنمية روح المبادرة، والتفكير الريادي.

في يوم السباق النهائي الذي جرى يوم الخميس الموافق 15 مايو 2025، قام كلّ فريق بعرض مشروعه الكامل، وقدّم عرضاً شفهياً شرح فيه مراحل التصميم، والتحديات التي واجهتها، وكيفية التعامل معها. ثم انطلقت السيارات المصمّمة على المضمار الرسمي بسرعات عالية ودقة في التنفيذ، وسط تشجيع الزملاء والمعلمين، في ختامٍ مثير لخطة عمل امتدت على مدى أشهر.

وأشاد المعلمون والمشرفون بمستوى الاحتراف والالتزام والعمل الجماعي الذي أظهره الطلبة، مشيرين إلى أن مشروع «فورمولا 1 في المدارس» يُعدّ نموذجاً مثالياً للتعلّم القائم على التطبيق العملي، ويمنح الطلبة مهارات تتجاوز الفصول الدراسية، بما في ذلك إدارة الوقت، والتفكير النقدي، والعمل تحت الضغط، والتعبير الواضح عن الأفكار.

تؤمن المدرسة البريطانية بالكويت بأهمية تهيئة الطلبة لعالم المستقبل، وتعتبر إدماج برامج مثل «فورمولا 1 في المدارس» جزءاً أساسياً من رؤيتها التعليمية، حيث لا يقتصر التعلّم على المناهج، بل يمتد ليشمل المهارات الحياتية والعملية التي تُشكّل جوهر النجاح في المستقبل.