في خطوة ترسخ سيادة القانون وتؤكد على عدم إفلات المجرمين من العقاب، نُفذ صباح الخميس حكم الإعدام القضائي النهائي بحق المدان الخضر سعيد العولقي، في سجن حضرموت المركزي، وذلك بعد ثبوت تورطه في جريمة قتل مروعة راح ضحيتها المواطن عارف رجب النموري.

وجاء تنفيذ الحكم ليختتم رحلة قضائية استمرت فترة من الزمن، مرت خلالها القضية بكافة درجات التقاضي لضمان تطبيق العدالة بكافة أوجهها. فقد أصدرت المحكمة الابتدائية حكماً بالإعدام بحق العولقي، وهو الحكم الذي أيدته فيما بعد محكمة الاستئناف، لتنتهي المسيرة القضائية بمصادقة المحكمة العليا، وبعدها صدرت الإجازة النهائية بتنفيذ العقوبة من قبل فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، استكمالاً للإجراءات الدستورية والقانونية.

إشراف قضائي وأمني مشدد

أشرف على عملية التنفيذ كل من رئيس النيابة الجزائية المتخصصة بالقضاء، القاضي فهمي الشدادي، ووكيل النيابة القاضي مسعود الغتنيني، بحضور ممثلين عن الأجهزة الأمنية المختصة، مما يضمن أن العملية تمت في نطاق القانون وبشكل يليق بقدسية الحق في الحياة.

وكان للحضور الإنساني دلالته الخاصة، حيث شهد عدد من أهالي وأقارب المجني عليه، عارف النموري، لحظة تطبيق العدالة، إلى جانب عدد من المواطنين، في مشهد يبعث على الطمأنينة بأن الدولة حامية للدماء وأمينة على الحقوق.

رسالة للجميع

وفي بيان لها عقب التنفيذ، أكدت النيابة الجزائية أن هذا الإجراء يأتي في سياق تحقيق العدالة الانتقالية وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المحافظة والبلاد بشكل عام. وأوضح البيان أن 'تطبيق عقوبة القصاص في حق من ثبت تورطه في القتل العمد هو صون لحقوق الدم، وتحقيق للردع العام والخاص، ورسالة واضحة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين وسلامتهم'.

وأضاف البيان أن هذا التطبيق الصارم للقانون يأتي تماشياً مع أحكام الشريعة الإسلامية الغراء التي كرّمت الإنسان وجعلت القصاص حياة للمجتمع، مؤكداً أن القضاء سيظل حصناً منيعاً يحفظ الحقوق ويطبق القانون على الجميع دون محاباة أو تمييز.

ويشكل تنفيذ هذا الحكم إغلاقاً لملف جريمة هزت الوعي العام في محافظة حضرموت، ويؤكد في الوقت ذاته أن جهاز العدالة في البلاد ماضٍ في طريقه لتحقيق مبدأ 'لا جريمة دون عقاب'، مهما طال الزمن أو تعقدت الظروف.