وزارة الخارجية/ الرئيس سعيد يدعو نظيره الفنلندي إلى زيارة رسمية إلى تونس

في إطار زيارة العمل التي أداها إلى هلسنكي اليوم 3 جوان 2025، استُقبل السيد محمد علي النّفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، من قبل رئيس الجمهورية الفنلندي السيد Alexander Stubb.

وخلال المقابلة، أبلغ الوزير تحيّات سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى نظيره الفنلندي وسلّمه رسالة دعوة رئاسية لأداء زيارة رسمية الى تونس خلال السنة الحالية، مؤكدا حرص سيادته على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وتطلّعه إلى ترسيخ سنّة التّشاور السياسي سواء على المستوى الثنائي مع فنلندا أو مُتعدّد الأطراف في إطار علاقات تونس مع الاتحاد الأوروبي، استجابةً لما تقتضيه مواجهة التحديات الرّاهنة.

كما أحاط الوزير الرئيس الفنلندي بفحوى جلسة العمل التى جمعته بنظيرته الفنلندية وما تمّ التوافق حوله من أجل مزيد دعم محاور التعاون وتنويعها، بالإضافة لأشغال الملتقى الاقتصادي التونسي الفنلندي وما أتاحه من مجال للتبادل والتواصل بين رجال الأعمال من كلا البلدين.

من جهته، رحّب الرئيس الفنلندي بالدعوة التي وُجهت إليه لأداء زيارة إلى بلادنا وأشاد بعلاقات الصّداقة والتّعاون بين البلدين، مُستعرضا الفرص المتاحة لتدعيمها وتأسيس شراكة مُستدامة قوامُها المصلحة المُشتركة والاحترام المُتبادل، مؤكدا على الدور الذي تضطلع به تونس في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة الأورومتوسطية والقارة الافريقية.

ولدى تناول المسائل الإقليمية والدّولية الراهنة، تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون في إطار المُؤسسات الأممية والأطر مُتعدّدة الأطراف، وهو ما يتماشى مع مُبادرة سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد التى تهدف إلى تعزيز العمل مُتعدد الأطراف في مختلف المجالات خلال السنة الحالية. وذكّر في هذا الصّدد بالموقف التونسي الدّاعم للقضية الفلسطينية وحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المُستقلّة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف وبضرورة الوقف الفوري وغير المشروط للانتهاكات التي ما انفكّ الكيان المُحتلّ يُمارسها ضدّ الشعب الفلسطيني، في خرق واضح لمبادئ القانون الدّولي والقيم الإنسانية.

وقد ترأّس السيد محمد علي النّفطي بمعيّة نظيرته الفنلندية السيدة Elina Valtonen، وزيرة الشؤون الخارجية، جلسة عمل تمّ تخصيصها لبحث سُبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مُختلف المجالات، إضافة إلى دعم آليات التعاون المُشترك والتشاور صلب الإتّحاد الأوروبي.

ونوّه الوزيران بأهمّية مُواصلة العمل على تعزيز سنّة التّشاور السياسي بين البلدين، من خلال الاتفاق على وضع برنامج عمل وآلية تنسيق دورية على مستوى وزارتي خارجية البلدين، تهدف لمتابعة مخرجات اللقاءات والاجتماعات الثنائية بما يمكّن من تحقيق النتائج المرجوة وتجسيدها في مشاريع ومبادرات مشتركة في مجالات الطاقة وتكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الأخضر والبحث العلمي وتمكين المرأة.

وقد أثنى السيد مُحمّد علي النفطي، في هذا السياق، على المجهودات الفنلندية التي أفضت، بالتنسيق مع بقية دول شمال أوروبا، إلى تنظيم مُـــــــنتدى الأعمال المستدامة حول التحوّل الأخضر بـــــــتونس يوم 25 نوفمبر 2024 والذي كان فرصة لربط الصلة بين الفاعلين الاقتصاديين.

من جهتها، أعربت السيدة Elina Valtonen عن تطلّع بلادها إلى تعزيز التعاون التونسي الفنلندي في مختلف مجالاته، واستعدادها لدراسة مُختلف المُقترحات المُقدّمة في هذا الخصوص. كما أشادت، في هذا الصّدد، بالمُستوى الذي بلغته الشراكة التونسية-الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، مُؤكّدة استعداد بلادها للعمل من أجل الارتقاء بهذه الشراكة إلى المُستويات المأمولة في أفق الزيارة الرئاسية الفنلندية المقبلة الى تونس.

هذا وأشـــــــــرف السيد محمّد علي النفطي بالمناسبة على أشغال مُلتقى اقتصادي احتضنته مُؤسسة Business Finland، وذلك بمعيّة السيد Jarno Syrjälä، كاتب الدّولة للتجارة الخارجية بوزارة الشؤون الخارجية الفنلندية، وبمُشاركة ممثّلين عن الكونفدرالية التونسية لمؤسسات المواطنة CONECT، إلى جانب عدد هامّ من الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال وممثّلي كُبرى الشركات الفنلندية.

وأكد الوزير على الأهمية التي تكتسيها مثل هذه التظاهرات في إضفاء ديناميكية جديدة على العلاقات الاقتصادية والمُبادلات التجارية بين البلدين وذلك من خلال تسهيل ربط الصّلة بين الشركات والمؤسسات التونسية والفنلندية على غرار مُنتدى الأعمال المستدامة بين تونس وبُلدان شمال أوروبا الذي تمّ تنظيمه ببلادنا يوم 25 نوفمبر 2024. وذكّر بالتّحسّن الذي ما فتئت تُسجّله المُؤشرات الاقتصادية ببلادنا، إلى جانب ما تتّخذه الدّولة من إجراءات اقتصادية وهيكليّة تهدف إلى مزيد التّعريف بمزايا مُناخ الاستثمار بتونس وبمختلف الحوافز التشريعية والجبائية فضلا عن تعميم رقمنة الخدمات الإدارية. كما أكد الوزير على أهمية العمل على تطوير التدفق السياحي الفنلندي نحو تونس لما تحظى به الوجهة التونسية من جودة وتنوع للمنتوج السياحي.

وقد تم بهذه المناسبة التّوقيع على مُذكّرة تفاهم للتعاون بين الكونفدرالية التونسية لمؤسسات المواطنة CONECT والغرفة التجارية الفنلندية FINNCHAM، بما من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الناجزة بين البلدين.

ولدى اشرافه على لقاء جمعه بمقرّ البعثة الدبلوماسية بهلسنكي بثُلّة من أفراد الجالية التونسية المقيمة بفنلندا، أكد الوزير على حرص رئيس الجمهورية على إيــــــــــلاء أبناء الجالية التونسية بالخارج بمختلف شرائحها العناية اللازمة وتطوير الخدمات الإدارية والقنصلية المسداة لفائدتها، بما يُساهم في تيسير ظروف عيشهم وحسن اندماجهم ببلدان إقامتهم.

كما دعا الوزير بهذه المُناسبة أبناء الجالية إلى مزيد توثيق روابط الصّلة فيما بينهم، بما يخدم المصلحة العليا لتونس، مُنوّها في هذا السياق بالدّور الذي تظطلع به الكفاءات التونسية في مُعاضدة المجهود الوطنيّ للتنمية. وقد مثّل اللّقاء مُناسبة للاستماع إلى مشاغل أبناء الجالية التونسية ومُقترحاتهم الرّامية خاصّة إلى مزيد المُساهمة في إشعاع صورة تونس بالخارج والدفاع عن مصالحها.