اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
كتبت الأستاذة إيناس الحراث في تدوينة نشرتها على حسابها الخاص بالفايسبوك ما يلي بخصوص محاكمة عدة وجوه معروفة بتهمة 'التآمر على أمن الدولة 2' و روت بكل دقة الحالة التي كان عليها الحبيب اللوز (قيادي من حزب النهضة) وهو مقعد و لا يسمع من جراء مخلفات تعرضه لجلطة وهو مما دفعها لسحب الانابة و التخلي عن القضية:
'محاكمة
اتسمت جلسة الدائرة الخامسة اليوم بهدوء نسبي( رغم كثرة القضايا) حتى المناداة على ما سمي بملف التآمر 2 الذي تركه الرئيس آخر الملفات.
و طبعا كانت المحاكمة تتم عند بعد اي ان المتهمين يظهرون لمن في قاعة الجلسة عبر شاشة في السجن لكنهم لا يرون من القاعة سوى الهيئة القضائية و لا يسمعون ما يحصل بوضوح.
امتنع كل من الشيخ الغنوشي و كمال البدوي و فتحي البلدي عن الحضور.
و حضر عن بعد عبد الكريم العبيدي و ريان الحمزاوي و سمير الحناشي و محرز الزواري والشيخ اللوز على كرسي متحرك.
تعامل الرئيس مع الملف بشكل مختلف عن كل ما سبقه اذ توجه الى النيابة اولا سائلا عن طلباتها فطلبت المحاكمة.
ثم توجه الى الدفاع و عوض تلاوة اسماء المحامين من اعلامات النيابة توجه اليهم بالمجموعة جمليا…كل مجموعة و المتهم الذي تنوبه.
و قاطع الشيخ اللوز سير الجلسة قائلا انه كمخلفات لجلطة أصابته في السجن لم يعد يسمع و بالكاد يرى و انه يريد ان يفسر له احد الحاضرين حذوه ما يحصل.
و كان واضحا انه لم يفهم اصلا هل حصلت المرافعات ام لا.
و تجاهل الرئيس الامر.
ثم قدم احد الزملاء اعلام نيابة جديد في حقه ( الثامن او التاسع ، بقية الاعلامات قدمت في الجلسات السابقة).
فسأل الرئيس الشيخ : الاستاذ فلان هل ينوبك ؟
فاجاب الشيخ : من هو ؟ هل هو مكلف ام متطوع ام تسخير؟
و كان جليا انه لم يكن يسمع او يفهم ما يحصل.
و كنت حتى ذلك الحين في آخر القاعة.
فتقدمت و قلت للرئيس اني انوب الشيخ اللوز و اريد التخلي لان هذه لا تبدو لي ظروف محاكمة معقولة. فالمنوب ليس فعليا يتابع الجلسة.
فطلب الرئيس ان انتظر دوري في اخذ الكلمة.
فامتثلت.
و بعد دقيقتين تكلم الشيخ اللوز من تلقاء نفسه و قال حرفيا :
اريد ان اعرف من ينوبني ؟ من ترافع عني؟ محاميتي هي الاستاذة إيناس حراث. ألم تحضر؟
هنا رفعت صوتي الى اعلى درجة ممكنة رغم كراهيتي الشديدة للصراخ و الضجيج و كل انواع الاصوات العالية و قلت : بلى يا شيخ انا هنا حاضرة و لكني اعتذر منك ساتخلى لأن هذه ليست محاكمة.
فاستهجن الرئيس ذلك و حاول التظاهر بقناعته بأني امارس الاستعراض و الهمجية.
و كذلك عدد من الزملاء.
ثم سجل اني تخليت عن النيابة و طلبت بالحاح ان يسجل السبب و هو ان المنوب لا يسمع و بالكاد يرى و ليس قادرا على متابعة المحاكمة عن بعد و ليس يفهم ما يحصل.
و طلب بقية المحامين الذين ينوبون مختلف المتهمين التاخير.
و رفعت الهيئة القضائية الجلسة للتداول في موضوع التاخير من عدمه.
و إني إذ مارست المحاماة 15 سنة مع اختصاص معروف للجميع في ملفات الارهاب طيلة ما يزيد عن 12 سنة فإن سمعتي ليست تحتاج أن ادافع عنها.
هذا ما حصل اليوم بدقة.
و إذ يتعذر علي ان اترافع عن الشيخ اللوز في هذا الملف فذلك طبعا لن يغير شيئا اولا لان له اكثر من ثمانية محامين آخرين و ثانيا لان الاحكام جاهزة و ثالثا لانه مجرد طور ابتدائي و سيقع بالضرورة الطعن في الحكم بغض النظر عن ماهيته من الدفاع و كذلك من النيابة العمومية….. لكني أشعر بألم حاد لان رجلا طاعنا في السن ربما إن لم يسمعني رغم الصوت العالي ، سيظن اني خذلته علما ان الخذلان أكثر ما اكرهه في هذه الحياة.
و ان الترافع في مثل تلك الظروف هو الخذلان بعينه في نظري'.