اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
* نشأ حسام أبو العزايم و ترعرع في بيت عامر بالعلم و الثقافة و الآداب و الفنون، فهو إبن شيخ الإعلاميين في زمانه الأستاذ محمود أبو العزايم، و أخ الأستاذ مصطفى أبو العزايم و الأستاذة منى أبو العزايم و كلهم غني عن التعريف، و كذلك محمد، فتحية، عبد الرحمن و هدى- كلهم قامات سامقة متميزة؛ و قد كان حسام هو الأصغر مما أضفى عليه إهتماماً و رعاية فائضة أثمرت خيراً كثيراً، فمنذ طفولته نهلَ حسام من موارد العلم و الأدب و تشرَّب بمهارات الإعلام المتعددة المختلفة؛ و قد عاصرنا معه وقتها تجمعات كبار الإعلاميين في صالون بيت الأستاذ محمود أبو العزايم وقد كان وقتها مدير الإذاعة و التلفزيون، كنا شاهدين على عصر كل مضارب الأدب و الإعلام و الفنون زمان مفاكرات سحارة الكاشف و غيرها من الجلسات الأدبية المشهودة؛ و كانت حضوراً وقتها المرحومة الخالة خديجة محمود و هي كذلك من رموز و مؤسسي التعليم في المهدية/الثورات أم درمان؛ و كذلك الجدة زينب رحمي والدة الأستاذ محمود ؛ و كانت الخالة خديجة شعلة من النشاط و العطاء الدؤوب المتواصل؛ و من مستملح الذكريات أن الخالة خديجة كانت في حالة حراك متوصل في الدار و أثناء مرورها العابر على الحوش/البرندة/الصالون؛ تسأل و تكرر عدة مرات في اليوم 'محمود شفت المفتاح؟' و قال وقتها الأستاذ محمود 'خالتكم خديجة كل يوم تسألني تكراراً عن المفتاح أثناء مرورها اليومي لمدة أكثر من ٣٠ سنة، لا هي وقفت تسمع إجابتي- و لا أنا عرفت ياتو مفتاح هي بتقصد!'؛ و من الذكريات أيضاً أن الخالة خديجة أثناء مرورها المتعدد في أرجاء البيت كانت تبدأ الصباح تنادي 'حسام قوم جيب اللبن'- و بعدها بشوية تقول'حسام تعال جيب العيش' و هي راجعة في طريقها من الصالة إلى المطبخ تقول'حسام أمشي أشتري الفطور' و الخالة في كل الأحوال لا تنتظر إجابات حسام و هي مستمرة في حركتها و نشاطها المتواصل؛ و وقتها كان حسام يجيب على كل النداءات المتلاحقة قبل أن ينفذ المراسيل و يقول'حسام يعمل شنو ولا شنو؟- حسام يتقسَّم يعني!'؛ و فعلاً كان حسام و إستمر يتقسم في خدمة الجميع بكل صدق و تفاني لا ينتظر جزاءً و لا شكورا -حتى جاء يوم شكره رحمه الله؛ و حسام الآن ذكراه الحسنة باقية عند أهله و أحبابه، و هو عند ربه الرفيق الأعلى مع الشهداء الصديقين بإذنه تعالى و حسُن أولئك رفيقا.. ابن خالكم/دكتور طارق طه محمدصلاح..