اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
كشفت صحيفة التلجراف البريطانية عن تفاصيل صادمة حول وجود ما يصل إلى 400 مرتزق كولومبي يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع في مخيم زمزم للنازحين، الواقع قرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ضمن مجموعة تطلق على نفسها اسم 'ذئاب الصحراء'.
الصحيفة أكدت في عددها الصادر بتاريخ 4 أغسطس 2025، أن المرتزقة الكولومبيين شوهدوا وهم يتحركون داخل المخيم الذي يُعد من أكبر مخيمات النازحين في السودان، بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع سيطرتها عليه منذ أبريل الماضي.
تهجير قسري وتحويل المعسكر إلى قاعدة عسكرية
بحسب تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر، فإن قوات الدعم السريع قامت بإخلاء مخيم زمزم بشكل كامل من سكانه، مستخدمة التهديد والسلاح لإجبار آلاف المدنيين على مغادرته قسرًا، ثم قامت بجلب مرتزقة أجانب إليه، محولةً المعسكر الإنساني إلى قاعدة عسكرية متقدمة تُستخدم لشن هجمات متكررة على مدينة الفاشر.
وأكدت التنسيقية أن هذا التطور يشكّل تصعيدًا خطيرًا في النزاع القائم، ويُعد جريمة مزدوجة بحق المدنيين الذين أصبحوا ضحايا للنزوح ثم ضحايا للاحتلال العسكري الأجنبي.
مرتزقة يتحدثون الإسبانية ويتنقلون بين الجثث والأنقاض
في تصريح، قال محمد خميس دوادة، المتحدث باسم إدارة المخيم: 'لقد شهدنا جريمة مزدوجة؛ تهجير أهلنا على يد ميليشيا الدعم السريع في أبريل، واحتلال المخيم الآن من قبل مرتزقة أجانب'، بحسب سودان تريبيون.
وأشار دوادة إلى أن مجموعات مسلحة تتحدث اللغة الإسبانية شوهدت وهي تتنقل بحرية بين أنقاض المنازل وجثث الضحايا التي لم تُدفن بعد، ما يُبرز مشهدًا مرعبًا لمعاناة المدنيين الذين أُجبروا على الرحيل من مساكنهم وسط ظروف إنسانية صعبة.
تفاصيل التعاقد مع المرتزقة: خداع وتضليل
ذكرت وسائل إعلام كولومبية أن المرتزقة الكولومبيين الذين يقاتلون في السودان تم استقدامهم عبر شركة أمنية إماراتية. وبحسب التقارير، تم خداع هؤلاء الجنود السابقين وإقناعهم بأنهم سيتولون مهام حماية منشآت نفطية، لكنهم وجدوا أنفسهم في النهاية ضمن صفوف الدعم السريع، في قلب المعارك الدائرة منذ أكثر من عامين.
وأُشير إلى أن هذه الكتيبة تُعرف باسم 'ذئاب الصحراء'، وتضم مقاتلين محترفين تم استقطابهم للعمل تحت مظلة شركات أمنية خاصة، دون علمهم بطبيعة المهام العسكرية التي سيقومون بها داخل السودان.
الفاشر تحت الحصار.. والمجاعة تلوح في الأفق
في سياق متصل، أطلق برنامج الغذاء العالمي تحذيرًا خطيرًا بشأن الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، مؤكدًا أن العائلات المحاصرة من قبل الدعم السريع تواجه خطر المجاعة بسبب انعدام الوصول الإنساني إلى المدينة.
وقال البرنامج في بيانه: 'تم وقف الإمدادات الإنسانية إلى مدينة الفاشر، مما ترك السكان المتبقين في مواجهة مصيرهم، في ظل شح حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية'.
ونقل البيان عن إريك بيرديسون، المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في شرق وجنوب إفريقيا، قوله: 'الجميع في الفاشر يكافحون يوميًا للبقاء على قيد الحياة. لقد استُنفدت آليات التأقلم لدى الناس بالكامل بعد أكثر من عامين من الحرب. وبدون الوصول الفوري والمستمر، ستُفقد الأرواح'.
كارثة إنسانية تتفاقم تحت أنظار العالم
تأتي هذه التطورات في ظل تدهور إنساني متسارع في الفاشر، وسط صمت دولي مثير للقلق. ومع استمرار إغلاق الطرق ومنع القوافل الإنسانية من الوصول إلى المناطق المتضررة، أصبح أكثر من نصف مليون شخص داخل المدينة مهددين بالمجاعة، بينما يتصاعد القتال من الأطراف ويتغلغل في الأحياء المدنية.
كما حذرت منظمات دولية من أن استخدام مرتزقة أجانب في النزاع السوداني يمثل نقلة نوعية خطيرة، ويهدد بتحويل الحرب إلى ساحة تصفية حسابات دولية بالوكالة، ما يعقّد فرص الحل السياسي ويطيل أمد المعاناة.