السودان يسجل خامس أعلى خسائر عالمية.. أرقام ستصدمك

متابعات – نبض السودان

في مشهد قاتم يعكس عمق الأزمة التي خلفتها الحرب المستعرة في السودان منذ أبريل 2023، سجلت البلاد أعلى نسبة خسائر على مستوى العالم بسبب انقطاع خدمات الإنترنت، حيث تكبد قطاع الاتصالات خسائر تجاوزت 1.2 مليار دولار خلال عام 2024، نتيجة انقطاعات بلغت قرابة 13 ألف ساعة، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة 'توب في بي إن' المتخصصة في أبحاث شبكات الإنترنت

السودان يتصدر إفريقيا والعالم بخسائر ضخمة

تُظهر البيانات أن السودان استحوذ وحده على نحو 85% من إجمالي خسائر الدول الإفريقية والتي بلغت 1.5 مليار دولار، كما مثلت خسائره نحو 20% من إجمالي الخسائر العالمية المقدرة بـ7.7 مليار دولار، في وقت شهد فيه قطاع الاتصالات دمارًا واسعًا بسبب تداعيات الحرب، وارتباطه الوثيق بشبكات الكهرباء والبنية التحتية المدمرة

نزوح الملايين وانهيار الكهرباء يعمقان الأزمة

أحد العوامل الرئيسية في تعميق خسائر الإنترنت هو انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 70% من المناطق السودانية، ما أثر بشكل مباشر على قدرة السكان على شحن الهواتف المحمولة والوصول إلى الشبكات، في وقت فقد فيه قطاع الاتصالات أكثر من نصف مستهلكيه البالغ عددهم حوالي 30 مليون شخص، من إجمالي سكان السودان المقدر عددهم بنحو 48 مليون نسمة

وبحسب تقديرات رسمية، فإن الحرب تسببت في نزوح أكثر من 16 مليون شخص، من بينهم 12 مليون نزحوا داخليًا، بينما عبر أكثر من 4 ملايين الحدود إلى دول الجوار، ما أدى إلى تفكك الروابط الأسرية وزيادة الحاجة إلى خدمات الاتصالات التي أصبحت معقدة ومكلفة، بحسب 'سكاي نيوز عربية.

أرقام صادمة عن انهيار البنية التحتية

تشير التقديرات إلى أن الخسائر المباشرة في البنية التحتية السودانية تتراوح بين 180 إلى 200 مليار دولار، بينما تتجاوز الخسائر غير المباشرة 500 مليار دولار، ما يعادل نحو 13 مرة من الناتج المحلي السنوي للبلاد الذي يبلغ في المتوسط 36 مليار دولار، الأمر الذي يضع السودان في واحدة من أسوأ الكوارث الاقتصادية في العالم

انهيار قطاع الكهرباء.. ضربة قاتلة للاتصالات

الدمار الذي طال 90% من شبكات ومنشآت الكهرباء الأساسية في البلاد وفقًا لمهندسين مختصين، تسبب في عزل ملايين المواطنين عن خدمات الاتصالات، وقال محمد عبد الله من سكان مدينة بورتسودان، إن هاتفه قد يبقى مغلقًا لأكثر من 3 أيام متواصلة بسبب انقطاع الكهرباء وعدم القدرة على شحن البطارية، ما يجعله خارج الخدمة تمامًا

وأكد مهندس في مجال التخطيط الحضري أن أكثر من 50% من السودانيين أصبحوا دون كهرباء بعد الحرب مقارنة بـ20% قبلها، وهو ما يوضح حجم المأساة التي يعيشها القطاع

عوائق اقتصادية تقوض إمكانيات التعافي

في ظل اقتصاد يعاني من تراجع الإيرادات بنسبة تفوق 80%، من المتوقع أن تستغرق عملية إصلاح قطاع الكهرباء والاتصالات سنوات طويلة، خصوصًا في ظل استمرار عمليات النهب والتخريب وغياب الأمن، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع، ويجعل الوصول إلى الإنترنت والكهرباء رفاهية نادرة في السودان

قرار بحظر المكالمات المجانية عبر واتساب يثير الجدل

وفي محاولة لتعويض بعض الخسائر الفادحة، أصدرت هيئة الاتصالات والبريد السودانية قرارًا بتقييد المكالمات الصوتية والمرئية المجانية عبر تطبيق واتساب، وهو ما أثار جدلًا واسعًا. فبينما بررته الهيئة بأنه إجراء احترازي أمني، يرى مختصون في الاتصالات أن الهدف منه أيضًا هو زيادة إيرادات شركات الاتصالات التي تضررت بشدة من تراجع العملة وانخفاض مبيعات الخدمات

تصريحات متباينة حول تأثير القرار

المهندس عمار حمودة، الخبير في مجال الاتصالات، قال إن القرار ستكون له انعكاسات مزدوجة؛ فمن جهة سيتأثر المستخدم الذي يعتمد على هذه الخدمات منخفضة التكلفة، خاصة مع تشتت العائلات السودانية في دول عدة، ومن جهة أخرى سيستفيد مقدمو الخدمة من ارتفاع إيرادات المكالمات التقليدية، لكنه في الوقت ذاته قد يقلص من مبيعات خدمات الإنترنت والبيانات