انقسام يهز إسرائيل.. الجيش يعارض ونتنياهو يصر

متابعات – نبض السودان

في تطور لافت يعكس تصعيدًا جديدًا في مسار الحرب الدائرة منذ أشهر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء عن انتهاء جولة جديدة من المشاورات الأمنية في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن مستقبل العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسط توجه متصاعد نحو فرض الاحتلال الكامل على القطاع.

احتلال غزة يتصدر أجندة المشاورات الأمنية

بحسب صحيفة 'جيروزاليم بوست'، فإن مشاورات نتنياهو مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين خرجت بتوجه حاسم نحو الاحتلال الكامل لقطاع غزة، في خطوة تحمل دلالات خطيرة حول نية تل أبيب الانتقال من العمليات العسكرية المحددة إلى مرحلة جديدة من السيطرة المباشرة على كامل أراضي القطاع.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية بدورها أن نتنياهو أعرب صراحة خلال الاجتماع عن دعمه لخطة الاحتلال الكامل، بما في ذلك تطويق القطاع بالكامل، واحتلال مخيمات وسط غزة ومدينة غزة نفسها، وهو ما يمثل تصعيدًا ميدانيًا وسياسيًا غير مسبوق في الصراع القائم.

جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحفظ على العمليات البرية الكاسحة

رغم هذه التوجهات، كشفت صحيفة 'هآرتس' عن تحفظ جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذا الخيار، مشيرة إلى أن رئيس الأركان وكبار قادة المؤسسة الأمنية يبدون معارضة واضحة لعمليات برية داخل المناطق السكانية المكتظة في غزة، حيث يُعتقد أن عددا من الرهائن لا يزالون محتجزين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن توسيع القتال في قلب غزة سيعقّد من مهمة تحديد مواقع الرهائن، بل وسيزيد من مخاطر مقتلهم أثناء الاشتباكات أو الغارات، وهو ما يضع القيادة السياسية والعسكرية أمام خيار بالغ الحساسية والتعقيد.

القيادة العسكرية تحذر من تداعيات كارثية

المصادر الأمنية الإسرائيلية شددت على أن احتلال غزة سيتسبب في أعباء جسيمة على منظومة الاحتياط، حيث سيتطلب الأمر سحب قوات من جبهات أخرى، إلى جانب استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، مما قد يؤثر على الاستقرار الأمني في مناطق أخرى، لا سيما في الشمال.

توتر بين نتنياهو ورئيس الأركان

وفي مؤشر على الخلاف المتصاعد بين القيادة السياسية والعسكرية، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن مقربين من نتنياهو صرحوا بأنه إذا كان رئيس الأركان يعارض خطة الاحتلال فليقدم استقالته، ما يبرز حجم الفجوة بين الطرفين بشأن التعاطي مع الملف الفلسطيني.

عرض الخطة على الكابينيت خلال 48 ساعة

أما القناة 12 الإسرائيلية، فكشفت أن خطة احتلال غزة بالكامل ستُعرض يوم الخميس على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) للموافقة عليها، مما يعني أن قرارًا مصيريًا بات وشيكًا، وقد يتم اتخاذه في غضون ساعات.

مخاوف اقتصادية وأمنية تلوح في الأفق

الحديث عن احتلال غزة لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يمتد إلى تداعيات اقتصادية هائلة لإسرائيل، حيث رصدت وسائل إعلام إسرائيلية تأثيرات الحرب على الاقتصاد المحلي، في ظل التكاليف الباهظة المتوقعة لأي عملية احتلال طويلة المدى، سواء في البنية التحتية أو في حجم القوى البشرية المطلوبة.

وتأتي هذه التطورات في ظل دمار واسع النطاق خلفته الحرب في غزة، واستمرار الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف القتال، إلا أن نتنياهو، بحسب مراقبين، يسعى لتحقيق نصر حاسم ولو جاء على حساب التصعيد الميداني ومخاطر اندلاع مواجهات إقليمية أوسع.