اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تكشف دراسة جديدة من جامعة ستانفورد عن طريقة علاجية واعدة قد تحدث تحولا جذريا في علاج داء السكري من النوع الأول، ويحدث هذا النوع من السكري عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، ظنّا منه أنها أجسام غريبة، ومع فقدان هذه الخلايا يعجز الجسم عن إنتاج الأنسولين وتنظيم مستوى السكر في الدم.
تجربة زراعة الخلايا: حماية كاملة دون رفض مناعي
وتمكن الباحثون من حماية الفئران من المرض أو علاجها تماما عبر الجمع بين زراعة نوعين من الخلايا: خلايا الدم الجذعية التي تكوّن جهاز المناعة وخلايا جزر البنكرياس المنتجة للأنسولين، من فئران متبرعة غير متوافقة مناعيا، وهو أمر يُتوقع معه عادة أن يرفض الجسم هذه الخلايا أو أن تهاجم الخلايا المناعية المزروعة أنسجة المتلقي.
ورغم ذلك، جاءت المفاجأة بأن هذا لم يحدث إطلاقا؛ فلم تُصب أي من الفئران بمرض الطعم ضد المضيف، وهو المرض الذي تظهر فيه الخلايا المناعية الجديدة لتهاجم أنسجة جسم المتلقي السليمة.
جهاز مناعي هجين يعيد ضبط الهجوم على البنكرياس
كما توقف الجهاز المناعي الأصلي للفئران عن تدمير خلايا الجزر، ولم تحتاج الحيوانات بعد الزراعة إلى أي دواء مثبط للمناعة أو إلى الأنسولين طوال ستة أشهر، وهي مدة طويلة في حياة الفئران.
ويرجع هذا النجاح إلى أن الفئران كوّنت جهازا مناعيا هجينا يجمع بين خلايا المتبرع وخلايا المتلقي، ما أعاد تهذيب المناعة لتتوقف عن مهاجمة خلايا البنكرياس.
تصريحات علمية تدعم نقل التكنولوجيا للبشر
وقال الدكتور سونغ ك. كيم، وهو عالم بارز في الطب والغدد والشيخوخة ومدير مركز أبحاث السكري في ستانفورد، إن إمكانية تطبيق هذه النتائج على البشر مثيرة للغاية، موضحا أن الخطوات الأساسية المستخدمة في التجربة تُطبّق بالفعل في علاج أمراض أخرى، ما يعزز احتمال نقلها إلى الاستخدام البشري مستقبلا.
بناءً على تجارب 2022: التحدي يصبح أكبر
وتستكمل هذه التجربة نتائج دراسة أجريت عام 2022، حيث تسبب الباحثون عمدا في إصابة الفئران بالسكري باستخدام سموم تدمّر خلايا الجزر، ثم زرعوا لها خلايا جذعية وخلايا جزرية من متبرع آخر بعد إعطائها علاجا أوليا خفيفا، لكن التحدي في الدراسة الجديدة كان التعامل مع السكري المناعي الذاتي الحقيقي، أي المرض الذي يحدث تلقائيا بسبب هجوم المناعة على خلايا الجزر دون تدخل خارجي.
مشكلتان أساسيتان أمام خلايا الجزر المزروعة
وفي هذه الحالة تكون خلايا الجزر المزروعة أمام مشكلتين، أولاهما أنها خلايا غريبة قد يرفضها الجسم، وثانيتهما أنها معرضة للهجوم المناعي الذاتي المتكرر.
علاج أولي مبتكر يوقف المناعة ويحقق الشفاء الكامل
ولحل هذه المعضلة، أضافت الباحثة بريكشا بهاغشانداني وزميلها ستيفان راموس دواء يُستخدم عادة لعلاج أمراض المناعة الذاتية إلى العلاج الأولي قبل الزرع، ومع هذا التعديل تمكن الباحثون من منع إصابة الفئران بالسكري المناعي الذاتي، كما شُفيت جميع الفئران التسعة المصابة بالسكري طويل الأمد بعد زرع الخلايا الجذعية وخلايا الجزر معا، وهي نتائج نادرة في علاج مرض شديد التعقيد.
علاجات مستخدمة فعلياً في العيادات البشرية
ويؤكد الباحثون أن جميع الأدوية والعلاجات المستخدمة في هذه التجربة تُستخدم بالفعل في العيادات البشرية لعمليات زرع خلايا الدم الجذعية، ما يزيد احتمالات الانتقال إلى التجارب البشرية.
عقبات حقيقية أمام التطبيق البشري
ورغم النجاح الكبير، لا تزال هناك عقبات مهمة، أبرزها أن خلايا جزر البنكرياس لا تُستخرج إلا من متبرعين متوفين، كما يجب أن تأتي خلايا الجزر وخلايا الدم الجذعية من المتبرع نفسه ليتمكن الجسم من قبولها، إضافة إلى أن كمية الخلايا الجزرية من متبرع واحد قد لا تكفي لعلاج مريض واحد بالسكري.
حلول مستقبلية: إنتاج خلايا جزرية بشرية وحمايتها
ويبحث العلماء الآن عن طرق لتجاوز هذه العقبات، مثل إنتاج كميات كبيرة من خلايا الجزر في المختبر باستخدام خلايا جذعية بشرية، بالإضافة إلى تحسين طرق حماية خلايا الجزر المزروعة لزيادة بقائها في الجسم.


























