رئيس الوزراء يضع الإدارة الأهلية في قلب مشروع الاستشفاء الوطني

متابعات – نبض السودان

دعا رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، خلال لقاء جمعه بقيادات الإدارة الأهلية بمدينة بورتسودان، إلى القيام بدور فعّال في عملية الاستشفاء الوطني وإعادة إعمار البلاد، مؤكدًا أن السودان في أمسّ الحاجة إلى حكمة القيادات القبلية والاجتماعية، خاصة في ظل ما تمر به البلاد من تحديات سياسية وأمنية واجتماعية.

صياغة البنية الاجتماعية وبناء السلام

أكد إدريس أن صياغة البنية الاجتماعية من جديد تمثل إحدى أولويات المرحلة المقبلة، داعيًا الإدارة الأهلية إلى الانخراط بفعالية في مجلس السلم الاجتماعي، والعمل كحلقة وصل فاعلة بين المجتمع والحكومة. وشدد على أهمية تضمين رؤى تلك القيادات في مشروعات التنمية والاستقرار، بما يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي وبناء الثقة بين المكونات الوطنية.

التنسيق لفك الحصار عن الفاشر

وشهد اللقاء نقاشًا موسعًا بشأن الوضع الإنساني والعسكري في مدينة الفاشر، حيث أكد إدريس على ضرورة التنسيق المباشر مع القوات المسلحة لفك الحصار المفروض على المدينة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأهلية قادرة على أداء دور وطني في هذا الملف المعقد، من خلال التحرك الميداني والوساطات المجتمعية والتواصل مع قواعدها.

وزير الحكم الاتحادي: مراجعة قانون الإدارة الأهلية

في سياق اللقاء، كشف وزير الحكم الاتحادي عن توجه حكومي لمراجعة قانون الإدارة الأهلية، بما يتماشى مع مقتضيات المرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد. وأوضح أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة تنظيم العلاقة بين الدولة والإدارة الأهلية، وتوسيع دورها في دعم السلم الاجتماعي، فضلاً عن حماية استقلالها وتعزيز قدرتها على لعب دور محوري في استقرار المجتمعات.

أدوار مرتقبة للإدارة الأهلية

تناول الاجتماع ضرورة تفعيل الدور المحوري للإدارة الأهلية في دعم جهود الإغاثة وإعادة تأهيل المناطق المتأثرة بالحرب والنزاعات، خاصة في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق. وأشاد إدريس بما قدمته الإدارة الأهلية في فترات الأزمات، مشيرًا إلى أن الحكومة تعوّل على هذا الدور من أجل استعادة الاستقرار في الأرياف والمجتمعات المحلية.

وأكد المشاركون في الاجتماع أن على الدولة أن تفي بالتزاماتها تجاه الإدارة الأهلية، من حيث الدعم اللوجستي والمادي والقانوني، لتمكينها من أداء أدوارها التاريخية والمجتمعية في ظل الانقسام السياسي والاضطرابات الأمنية.