اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة علمية توصف بالمفصلية للحفاظ على الأمن الغذائي في السودان، أعلن مدير هيئة البحوث الزراعية بولاية الجزيرة، أحمد حسن عصار، أن المركز تمكن من نقل 70% من الجينات النباتية إلى موقع بديل وآمن، خلال فترة الحرب التي شهدت سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق واسعة من الجزيرة، والتي كانت تهدد بفقدان إرث جيني زراعي فريد.
الموقع الجديد يحظى بدعم حكومي وأممي
وأوضح عصار خلال حديثه في ورشة نظمت في بورتسودان يوم السبت 2 أغسطس 2025، حول أهمية بنك الجينات النباتية، أن الموقع الجديد الذي أُنشئ لحفظ الجينات تم تزويده بغرفة تبريد متطورة مقدمة من ولاية الجزيرة، كما حصل على دعم فني وتقني من منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو)، مما مكّن من تأمين الجينات النباتية من أي تهديد مباشر خلال فترة النزاع المسلح.
خسائر ضخمة للبنية التحتية في مشروع الجزيرة
وفي السياق ذاته، كشف محافظ مشروع الجزيرة في تصريح سابق، أن البنية التحتية الزراعية للمشروع تعرضت لخسائر فادحة تُقدر بحوالي ملياري يورو، نتيجة الاجتياح العسكري للمنطقة من قبل قوات الدعم السريع، التي فرضت سيطرتها على الجزيرة قرابة العامين، ما أدى إلى توقف كبير في الأنشطة الزراعية والعلمية على حد سواء.
تسرب التقاوى وتسمم المواطنين.. كارثة إنسانية موازية
ومن الكوارث المصاحبة للحرب في الجزيرة، أكد المسؤولون أن تقاوى القمح تسربت إلى القرى خلال فترات شح الغذاء، وهي مخصصة أصلاً للزراعة وليست للاستهلاك البشري. وقد أدى ذلك إلى حالات تسمم خطيرة بين المواطنين الذين قاموا بطحن تلك التقاوى وتحويلها إلى دقيق للاستهلاك، ما فاقم من المعاناة الصحية والغذائية في المنطقة.
نهب شامل للبنية الزراعية.. والمزارعون في الانتظار
ولا يزال آلاف المزارعين في الجزيرة ينتظرون استعادة نشاطهم الزراعي المعتاد، حيث يتطلب الأمر إعادة تركيب الأبواب الحديدية والخزانات التي تعرضت للنهب خلال فترة الحرب. ويؤكد المزارعون أن الريّ لم يعد ممكنًا في عدة قرى بسبب نهب بوابات قنوات المياه، وهي منشآت كانت تعمل منذ أكثر من 60 عامًا في المشروع، ما أدى إلى غرق بعض القرى الزراعية الشهر الماضي بسبب عدم القدرة على تنظيم تدفق المياه.
جهود لإعادة إحياء المشروع الزراعي
ويأمل المهتمون بالقطاع الزراعي أن تقوم الحكومة الانتقالية بدعم إعادة تأهيل مشروع الجزيرة، عبر توفير التمويل العاجل، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وبالأخص أنظمة الري والصرف، إلى جانب ضمان بيئة آمنة لاستمرار عمل مراكز البحوث الزراعية، خاصة بعد إنقاذ 70% من الجينات النباتية التي تمثل عصب الأمن الغذائي في السودان.
إنقاذ الجينات النباتية انتصار علمي رغم الفوضى
يرى خبراء الزراعة أن عملية نقل الجينات النباتية خلال حرب دامية تُعد واحدة من أهم العمليات العلمية في ظل النزاعات المسلحة في تاريخ السودان، حيث أن الجينات المنقولة لا تقتصر على حفظ التنوع البيولوجي فحسب، بل تمثل أساس تطوير المحاصيل المقاومة للحرارة والجفاف والأمراض، ما يجعلها أداة استراتيجية للمستقبل الزراعي في البلاد.